الملك تشارلز الثالث يجرد شقيقه الأمير أندرو من ألقابه ويجبره على مغادرة مقر إقامته في وندسور

علي زم – مراسلين
أصدر الملك تشارلز الثالث قراراً يقضي بتجريد شقيقه الأصغر الأمير أندرو من لقب «الأمير» وإجباره على مغادرة منزله في «رويال لودج» بمدينة وندسور، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بسوء السلوك الجنسي.
وجاء في بيان قصر باكنغهام الصادر يوم الخميس 30 أكتوبر أن هذا القرار اتخذ بهدف إبعاد العائلة الملكية عن أندرو بسبب صلته بقضية جيفري إبستين، رجل الأعمال الأمريكي المتهم والمدان بالتحرش واستغلال القاصرات.
ويبلغ أندرو من العمر 65 عاماً، وهو الشقيق الأصغر لتشارلز وابن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية. وقد واجه في السنوات الأخيرة ضغوطاً متزايدة، سواء بسبب سلوكه الشخصي أو بسبب علاقته بإبستين الذي انتحر في السجن عام 2019 بينما كان ينتظر محاكمته في قضايا استغلال جنسي لقاصرات.
وعلى الرغم من أن أندرو اضطر في مطلع الشهر الجاري إلى التوقف عن استخدام لقب «دوق يورك» الذي منحته له والدته الراحلة، فإن تشارلز الثالث صعّد إجراءاته بحقه وسحب منه جميع ألقابه رسمياً، بحيث بات يُعرف من الآن فصاعداً باسم «أندرو مونتباتن وندسور».
وأوضح بيان القصر أن إنذاراً رسمياً وُجّه إلى أندرو لتسليم عقد إيجار قصر «رويال لودج» الواقع ضمن أملاك وندسور غرب لندن، ومغادرة المنزل الذي يضم ثلاثين غرفة، على أن ينتقل إلى مقر إقامة بديل في أملاك ساندرينغهام بشرق إنجلترا.
ووفقاً لما نقلته وكالة «رويترز»، يُعد قرار الملك – الذي ما يزال يخضع لعلاج منتظم من مرض السرطان – واحداً من أكثر الإجراءات إثارة للجدل ضد أحد أفراد العائلة المالكة في التاريخ البريطاني الحديث.
وأكد قصر باكنغهام، في بيانه، تعاطفه مع ضحايا الاعتداءات الجنسية، موضحاً أن الإجراءات التأديبية ضد أندرو تُعد «ضرورية» رغم نفيه المستمر للتهم الموجهة إليه. وأضاف البيان أن «الملك والملكة يعبران دائماً عن تعاطفهما ودعمهما الكامل لجميع ضحايا أي نوع من أنواع الإساءة أو الاستغلال».
وكان أندرو قد عُرف سابقاً بكونه ضابطاً بحرياً لافتاً للخدمة، إذ شارك في حرب الفوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين في أوائل الثمانينيات. غير أنه اضطر لاحقاً إلى الانسحاب من جميع مهامه الملكية بعد تصاعد الاتهامات المتعلقة بسوء السلوك الجنسي، والتي ظل ينكرها على الدوام، كما حُرم من الدعم المالي والمؤسسي للعائلة المالكة.
ومن أكثر القضايا المثيرة للجدل المرتبطة به قضية «فيرجينيا جوفري»، إحدى ضحايا جيفري إبستين، التي ذكرت في مذكراتها أنها أقامت علاقات جنسية مع أندرو ثلاث مرات حين كانت في سن المراهقة.
وكانت جوفري – وهي أمريكية أسترالية تبلغ من العمر 41 عاماً – قد أقدمت على الانتحار في مايو من هذا العام. أما أندرو، فقد واصل نفيه القاطع لتلك الاتهامات.
ويأتي قرار إجباره على مغادرة وندسور بعد تقارير صحفية كشفت أنه لم يسدد إيجار قصره المؤلف من ثلاثين غرفة طوال عقدين من الزمن، وذلك بعد أن دفع مبلغاً أولياً لترميمه فقط.
وفي خطوة نادرة تُعد تدخلاً سياسياً في شؤون العائلة المالكة، وجّهت لجنة برلمانية بريطانية يوم الأربعاء الماضي سؤالاً حول ما إذا كان من المناسب أن يستمر أندرو في الإقامة في هذا المنزل من أموال عامة.
يُذكر أن واقعة مشابهة جرت عام 1936 حين اضطر الملك إدوارد الثامن إلى التنازل عن العرش بعد أكثر من عام على توليه الحكم، رغبةً منه في الزواج من الأمريكية المطلقة واليس سيمبسون. وقد احتفظ آنذاك بلقب «دوق وندسور» لكنه نُفي عن المملكة المتحدة.
 
				 
					
 
						


