ريتا الأبيض – مراسلين
كشفت إسبانيا عن أول قافلة عسكرية ذاتية القيادة بالكامل في أوروبا، في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول في مستقبل التكنولوجيا الدفاعية الأوروبية، وتعزيز لمفهوم الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل العسكري.
ووفقًا لما ذكرته تقارير إعلامية أوروبية، فقد أنهت القافلة الذكية سلسلة من الاختبارات الميدانية الناجحة داخل الأراضي الإسبانية، حيث أظهرت المركبات قدرتها على التنقل في ظروف متنوعة دون تدخل بشري مباشر، مستخدمة أنظمة متقدمة من الاستشعار عن بُعد، والرؤية الحاسوبية، والقيادة التعاونية بين المركبات.
وتتكوّن القافلة من عدد من العربات العسكرية المدرعة التي يمكنها التحرك كمنظومة واحدة، بفضل خوارزميات ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل البيئة المحيطة واتخاذ قرارات لحظية في حالات الطوارئ، أو أثناء المناورات الميدانية.
ويُعد هذا المشروع جزءًا من برنامج أوروبي مشترك يسعى إلى تطوير منظومات دفاعية تعتمد على الأتمتة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تقليل المخاطر البشرية في العمليات العسكرية وتعزيز الكفاءة اللوجستية.
وقد تم عرض المشروع في مدينة إشبيلية الإسبانية بحضور عدد من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وخبراء في الصناعات الدفاعية، حيث جرى استعراض أداء المركبات في محاكاة واقعية لمهام ميدانية تشمل التنقل في التضاريس الوعرة، وتبادل المعلومات بين المركبات، والاستجابة للأوامر عبر أنظمة اتصال مشفرة.
ويأتي هذا الإنجاز في ظل سباق عالمي لتطوير مركبات عسكرية ذاتية القيادة، تتصدره كل من الولايات المتحدة والصين، بينما تسعى أوروبا لتأكيد حضورها التقني والعسكري من خلال مبادرات مشتركة بين الدول الأعضاء.
ويرى محللون أن نجاح التجربة الإسبانية يمهد الطريق لاعتماد هذه التقنيات على نطاق أوسع داخل الجيوش الأوروبية، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام التعاون الصناعي والعسكري في مجالات الذكاء الاصطناعي والدفاع المستقل.
