علي زم – مراسلين

تعرضت أوكرانيا لانقطاعات كهربائية واسعة خلال اليومين الماضيين نتيجة هجمات كثيفة استهدفت البنية التحتية للطاقة، وحذرت السلطات من أن القدرة الإنتاجية للكهرباء أصبحت عملياً «صفر».

وذكرت وكالة فرانس برس من كييف أن شركة الكهرباء الحكومية «سينتر-إنيرجو» أعلنت يوم الأحد 9 نوفمبر أن الهجمات الليلية الروسية باستخدام مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ على محطات الطاقة الحرارية أوقفت توليد الكهرباء بالكامل.

وقالت الشركة: «عدد غير مسبوق من الصواريخ والطائرات بدون طيار، عدة طائرات في كل دقيقة، استهدفت بالضبط تلك المحطات التي أعدنا بناؤها بعد الهجوم المدمر في عام 2024».

وخلال هجمات مساء 8 نوفمبر، قُتل سبعة أشخاص، وبقي آلاف الأوكران في جميع أنحاء البلاد في ظلام وبرودة دون تدفئة. وأفاد المسؤولون الأوكرانيون أنه من بين 458 طائرة بدون طيار و45 صاروخاً أُطلقت، تمكن الدفاع الجوي من تدمير أكثر من 400 طائرة بدون طيار و9 صواريخ.

وحذر الخبراء من أنه إذا استمرت الهجمات وانخفضت درجات الحرارة، فقد تواجه كييف «كارثة فنية».

ووصفت سفيتلانا غرينتشوك، وزيرة الطاقة الأوكرانية، هذه الهجمات بأنها «أصعب ليلة في كل الحرب» وحذرت من أن محافظات كييف ودنيبروبتروفسك ودونيتسك وخاركيف وبولتافا وتشيرنيهيف وسومي ستواجه انقطاعات كهربائية طويلة الأمد.

وقالت لوكالة الأنباء المحلية: «شن العدو هجوماً واسعاً باستخدام صواريخ باليستية يصعب إسقاطها. من الصعب تذكر مثل هذا العدد الكبير من الهجمات المباشرة على منشآت الطاقة منذ بداية العدوان».

وأعلنت شركة النقل الكهربائي «أوكر-إنيرجو» أن الانقطاعات ستستمر بين 8 و16 ساعة يومياً حتى إشعار آخر.

في الوقت نفسه، قال أندريه سيبيها، وزير خارجية أوكرانيا، إن الطائرات الروسية استهدفت محطتي كهرباء مرتبطتين بمحطات الطاقة النووية في خميلنيتسكي وريونه في غرب البلاد، واعتبر هذا الإجراء «تهديداً متعمداً للسلامة النووية في أوروبا».

وطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعقد اجتماع طارئ، ودعا الصين والهند للضغط على موسكو لوقف الهجمات، علمًا بأنهما من أكبر مشتري النفط الروسي تقليدياً.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة ليلية الدول الغربية إلى الرد بفرض عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الروسي وإرسال المزيد من الأسلحة، قائلاً: «الضغط على روسيا لا يزال غير كافٍ. أي ضعف سيشجع فلاديمير بوتين على مواصلة الحرب وإلحاق المزيد من الأضرار».

يذكر أن أوكرانيا حاولت خلال الأشهر الماضية تعطيل تدفق الوقود لجيش موسكو من خلال الهجوم على مصافي النفط ومستودعات الوقود الروسية.