ريتا الأبيض – مراسلين
زار وفد من وزارة الخزانة الأميركية بيروت برئاسة نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، سيباستيان غوركا، حيث عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين لبنانيين تناولت الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، في ظل ما وصفه الوفد بـ”امتحان مصيري” أمام لبنان يتوجب إنجازه خلال 60 يوماً.
وبحسب معلومات خاصة بـ”نداء الوطن”، شدد الوفد الأميركي خلال محادثاته على أن لبنان أمام اختبار حقيقي، “إما أن ينجح في تنفيذ المطلوب منه دولياً، أو يفشل ويتحمل العواقب”، موضحاً أن المطلوب ليس مجرد نيات بل خطة عمل واضحة تتضمن حزمة بنود محددة أبرزها:
• سحب سلاح حزب الله وتسليمه للدولة اللبنانية.
• تجفيف مصادر تمويل الحزب.
• الانخراط في مفاوضات سلام مستقبلية مع إسرائيل.
• ضبط الحدود وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.
وأكدت مصادر متابعة أن الوفد الأميركي أبلغ المسؤولين اللبنانيين أن القرار بشأن السلاح اتُخذ، وأن المطلوب هو التنفيذ الفعلي لا الاكتفاء بالإعلان. وأوضح رئيس الوفد أن “المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، وعلى لبنان أن يبرهن أنه قادر على فرض سلطته على كامل أراضيه، من الجنوب إلى الشمال”.
رسالة واضحة من واشنطن
نقلت المصادر أن “غوركا” أبلغ الجانب اللبناني بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينتظر نتائج ملموسة خلال المهلة المحددة، وأن الفشل في تطبيق الشروط سيؤدي إلى سحب واشنطن يدها من الملف اللبناني كلياً.
وأضافت المصادر أن الوفد أوصل رسالة واضحة مفادها: “إما أن تنزعوا سلاح حزب الله، أو أننا لن نكون شركاء في دعمكم، وسنترك مصيركم للظروف المقبلة.”
إصلاحات مالية مطلوبة
وفي الشق الاقتصادي، شدد الوفد الأميركي على ضرورة وقف تدفق الأموال إلى حزب الله، والتي تتراوح قيمتها بين 700 مليون ومليار دولار سنوياً، داعيًا إلى الانتقال من اقتصاد نقدي “Cash Economy” إلى نظام مصرفي شفاف، عبر إقرار قانون الفجوة المالية وهيكلة المصارف.
كما أشار الوفد إلى أهمية إصلاح النظام المالي وبناء الثقة مجددًا مع المجتمع الدولي، مؤكدًا أن أي دعم اقتصادي أو مالي للبنان مرتبط بتنفيذ هذه الإجراءات.
لبنان أمام مفترق طرق
وختمت مصادر “نداء الوطن” بأن الوفد الأميركي شدد في لقاءاته على أن لبنان أمام مفترق طرق حاسم: فإما الانخراط في مشروع السلام الإقليمي والالتزام بالإصلاحات، وإما العزلة الكاملة عن خريطة الدعم الدولي.
