بيئة ومناخ

عمرها 40 مليون سنة… اندلاع حرائق في غابات إيرانية تعد الأندر في العالم

علي زم – مراسلين

طهران- أعلن محافظ مازندران شمال إيران عن إصابة ما لا يقل عن 20 من المتطوعين المشاركين في جهود إخماد حرائق غابات هيركاني أو «إليت» في مدينة جالوس، وهي حرائق بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع ولم تستطع فرق الإطفاء من السيطرة عليها بالكامل، وفق ما يؤكده السكان والناشطون البيئيون.

وقال مهدي يونسي رستمي، محافظ مازندران، يوم الجمعة الموافق 21 نوفمبر، إن عمليات الإطفاء في غابات قرية إليت ما تزال مستمرة بمشاركة طائرات الهليكوبتر ومتطوعي البيئة والسكان المحليين.

كما أعلن رئيس منظمة الموارد الطبيعية في إيران عن تنفيذ طائرتين من طراز «إليوشن» طلعات رشّ مائي صباح الجمعة.

وأوضح رضا أفلاطوني، مبرّرًا تأخر الاستعانة بطائرة الإليوشن، أن التنسيق مع وزارة الدفاع أظهر أن التضاريس الصخرية الوعرة وانحدار المنطقة يجعل استخدام هذا النوع من الطائرات الخيار الوحيد الفعّال لإخماد النيران، وقد تمت الموافقة على ذلك.

وبحسب المسؤولين، فإن حرائق غابات إليت جالوس التي بدأت في 1 نوفمبر الجاري تمت السيطرة عليها بعد عدة أيام، لكن «المرحلة الثانية من الحرائق» اندلعت مطلع هذا الأسبوع. إلا أن ناشطي البيئة والأهالي يؤكدون أن الحرائق لم تتوقف طوال الأسابيع الثلاثة الماضية.

ووفق رئيس منظمة الموارد الطبيعية، فقد طالت النيران نحو ثمانية هكتارات من الغابات، أُخمدت في سبعة منها، بينما ما تزال بؤر النيران مشتعلة في أقل من هكتار واحد داخل هذه الأراضي.

وتُرجع الجهات المختصة استمرار توسّع الحرائق إلى ارتفاع درجات الحرارة، وصعوبة الوصول إلى المواقع، وتراكم الأوراق الجافة وجذوع الأشجار المتساقطة، وهي عوامل تزيد من قابلية الاشتعال في الغابات الشمالية لإيران.

وأشار محافظ مازندران إلى أن نحو 300 فرد من فرق الإنقاذ وحماة البيئة والهلال الأحمر والسكان المحليين يواصلون الوصول إلى مواقع الحرائق عبر مسارات جبلية قاسية وبإمكانات محدودة.

وتُظهر الصور المتداولة لليالي الأخيرة حجم الصعوبة التي تواجه فرق الإطفاء وجهود المتطوعين في التصدي للحرائق.

وفي سياق متصل، قال مسؤول في إدارة الموارد الطبيعية إن “التحرك الشعبي التطوعي” أسهم في تعزيز جهود الإطفاء، حيث انضمّت وحدات الحماية والبيئة والهلال الأحمر إلى عمليات الدعم.

وحمّل مهرداد خزايي بول، المدير العام للموارد الطبيعية في مازندران، «العامل البشري» مسؤولية اندلاع الحرائق، موضحًا أن «الإهمال من قبل بعض الأشخاص» هو السبب، وأن الحرائق ليست ناجمة عن عوامل طبيعية.

وتُعدّ غابات هيركاني، الممتدة على مساحة 660 ألف هكتار في محافظة مازندران الإيرانية والمسجّلة ضمن التراث العالمي لليونسكو، من أقدم النظم البيئية على وجه الأرض، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من 40 مليون عام.
وتشكل هذه الغابات شبه الاستوائية شريطًا أخضر على امتداد السواحل الجنوبية لبحر قزوين، وتضم آلاف الأنواع النباتية والحيوانية النادرة، وتؤدي دورًا حيويًا في ضبط المناخ وإنتاج الأكسجين والحفاظ على موارد المياه ومنع تآكل التربة، ما يجعلها ركيزة أساسية لاستدامة البيئة في شمال إيران، وموضوعًا محوريًا في أخبار البيئة وملفات تغيّر المناخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews