سياسةعربي و دولي

عملية أميركية جديدة ضد إيران.. هل دخلت سياسة “الضغط الأقصى” التي انتهجها ترامب مرحلة جديدة؟

علي زم – مراسلين

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن قوات كوماندوز أميركية صعدت في شهر نوفمبر إلى سفينة كانت متجهة إلى إيران.

وبحسب التقرير، كانت السفينة قد أبحرت من الصين باتجاه إيران، وتعرضت لعملية نفذتها قوات كوماندوز أميركية في المحيط الهندي، حيث جرى خلال العملية ضبط شحنتها التي كانت تضم مواد مرتبطة بأنشطة عسكرية.

ويقول مسؤولون أميركيون إن هذه الخطوة جاءت في إطار الجهود الرامية إلى منع إعادة بناء الترسانة العسكرية الإيرانية، في إشارة ضمنية إلى الضربات التي تعرضت لها إيران خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، إضافة إلى الهجوم الأميركي على منشآت نووية إيرانية.

وبعد مصادرة الشحنة، سمحت القوات الأميركية للسفينة بمواصلة رحلتها. وقد نُفذت العملية على بعد مئات الكيلومترات من سواحل سريلانكا في المحيط الهندي.

وتكتسب هذه العملية أهمية خاصة كونها المرة الأولى التي تعترض فيها الولايات المتحدة شحنة متجهة إلى إيران قادمة من الصين. ويبدو أن واشنطن أرادت من خلال هذه الخطوة توجيه رسالة إلى طهران مفادها أنها لن تسمح بإعادة بناء قدراتها التسليحية، وأن حملة «الضغط الأقصى» التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تزال مستمرة.

ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أنها صادرت ناقلة نفط خاضعة للعقوبات كانت قد استُخدمت سابقاً لنقل النفط من فنزويلا وإيران.

وهي خطوة يُنظر إليها على أنها جزء من حملة «الضغط الأقصى» التي يقودها دونالد ترامب ضد إيران وفنزويلا.

كما أفادت وكالة رويترز، نقلاً عن ستة مصادر مطلعة، أنه بعد مصادرة ناقلة النفط الخاضعة للعقوبات، تدرس واشنطن خططاً لاعتراض مزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي وحتى الإيراني.

الهجوم على سفينة متجهة إلى إيران: «مرحلة جديدة من استراتيجية الضغط المركّب»

وقال سعيد جعفري، الصحافي والمحلل في الشؤون الدولية، في حديث صحفي تعليقاً على مصادرة شحنة السفينة المتجهة من الصين إلى إيران، إن «هذه العملية تمثل، أكثر من كونها تغييراً في الاستراتيجية، مرحلة جديدة من تنفيذ استراتيجية الضغط المركّب نفسها. فبعد استهداف البنية التحتية النووية، جاء الدور الآن على سلاسل الإمداد. كما أنها تنقل رسالة واضحة إلى طهران بأن إعادة بناء القدرات العسكرية والصاروخية، حتى عبر الصين، تخضع لرقابة الولايات المتحدة، وأنه سيتم التصدي لها في البحر أيضاً. وتحمل العملية في طياتها رسالة جانبية إلى بكين مفادها أنه في حال استمرار تصدير المواد الحساسة إلى إيران، فإن السفن الصينية نفسها قد تصبح هدفاً لعمليات أميركية في البحار».

إيران ودور «الفاعل الخفي» في نزاع الكاريبي

وفي ما يتعلق باحتمال انخراط إيران في نزاع الكاريبي، قال جعفري إن «إيران تلعب دور الفاعل الخفي في نزاع الكاريبي، وكانت دائماً جزءاً من محور مناهض للولايات المتحدة تقوده الصين وروسيا. غير أن الحضور الاقتصادي والتقني لإيران في فنزويلا لا يبلغ مستوى يجعلها لاعباً حاسماً في معادلات هذا البلد. في الواقع، أكثر من سعي طهران إلى فتح جبهة جديدة، تبدو واشنطن هي الطرف الذي يريد استخدام ’الملف الإيراني في فنزويلا‘ كجزء من الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو».

هل يقوم ترامب بخطوة مفاجئة ضد إيران؟

وحول احتمال توجيه ترامب ضربة مفاجئة ضد إيران، قال المحلل في الشؤون الدولية: «يتوقف ذلك على المقصود بالخطوة المفاجئة. فاحتمال تنفيذ ضربة كبيرة جداً جديدة، بحجم اغتيال قاسم سليماني أو هجوم واسع النطاق، يبدو بعيداً في الظروف الحالية، لأن إدارة ترامب تؤكد أن إيران لم تعد تشكل تهديداً للمنطقة، وبالتالي لا ترى مبرراً لمثل هذا التحرك. لكن نعم، يمكن توقع خطوات مفاجئة محدودة ضد إيران وشبكتها الإقليمية، ولا سيما في البحر، والفضاءات السيبرانية، وسلاسل الإمداد. أما خطوة أكبر من ذلك فتبقى مستبعدة للغاية، إلا في حال وقوع تطور غير متوقع، مثل قفزة حقيقية في البرنامج النووي الإيراني أو مقتل قوات أميركية في المنطقة».

وأضاف في ختام حديثه: «كما ورد في وثيقة الأمن القومي الأميركية، ترى إدارة ترامب أن إيران نظام ضعيف يجب احتواؤه عبر ضربات موضعية، من دون الانجرار إلى التورط في الشرق الأوسط».

Rita Abiad

صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، مهتمة بتغطية الأخبار الرياضية وتحليلها بالإضافة الى خبرة في إدارة منصات التواصل الإجتماعي وانتاج محتوى تحريري بدقة عالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews