مولود سعدالله – مراسلين
أطلقت رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (MI6) بلايز مترويلي في أول خطاب علني لها منذ توليها المنصب، تحذيرا واضحا من السلوك الروسي على الساحة الدولية مؤكدة أن موسكو باتت تمثل تهديدا “عدائيا وتوسعيا ” للأمن الأوروبي والدولي، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
يعد هذا التصريح الأول من نوعه لرئيسة MI6 الجديدة، ما يمنحه وزنا خاصا ليس فقط من حيث الجهة التي صدر عنها إذ نادرا ما يخرج جهاز الاستخبارات البريطانية بمواقف علنية مباشرة، إلا عندما تكون الرسالة مقصودة وموجهة بعناية ، رئيسة الاستخبارات البريطانية أوضحت أن ما وصفته بـ تصدير الفوضى أصبح جزءا من النهج الروسي، وليس مجرد ردود أفعال ظرفية في إشارة إلى استخدام موسكو أدوات متعددة تتجاوز العمل العسكري التقليدي مثل الحرب السيبرانية ، حملات التضليل الإعلامي و التأثير السياسي داخل الدول الأوروبية ، وأكدت أن هذا السلوك سيستمر ما لم تغير القيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين حساباتها الاستراتجية.
تكمن أهمية هذا التصريح في كونه أول خطاب علني لرئيسة MI6، ما يعكس توجها استخباراتيا جديدا يقوم على التحذير المبكر بدل الصمت التقليدي ، أو أن هناك مؤشرات ما ، صدوره ايضا في لحظة حساسة تشهد محاولات دبلوماسية لبحث تسوية الحرب في أوكرانيا، ما قد يفهم على أنه رسالة موازية مفادها أن الغرب لا يثق تماما في نوايا موسكو و تأكيده أن التهديد الروسي لا يقتصر على أوكرانيا، بل يمتد إلى الأمن الأوروبي بشكل أوسع.
ورغم أن رئيسة MI6 لم تكشف عن تفاصيل عملياتية أو مخططات محددة، إلا أن نبرة الخطاب توحي بوجود تقديرات استخباراتية غربية تتوقع سلوكا روسيا أكثر جرأة وحدة خلال المرحلة المقبلة، سواء عبر تصعيد غير مباشر في دول أوروبية
كتوسيع نطاق النفوذ السياسي والأمني أو الضغط عبر أدوات غير عسكرية يصعب تتبعها ، وهو ما يعزز فرضية أن موسكو لا تنظر إلى الصراع الحالي كحالة مؤقتة، بل كجزء من رؤية أوسع لإعادة رسم موازين القوة والنفوذ.
