سعيد محمد – مراسلين
إيطاليا – كشفت وثائق قضائية في إيطاليا عن وقائع صادمة داخل قسم الطوارئ بمستشفى لافانيا، حيث تواجه ممرضتان في الثلاثين من العمر اتهامات خطيرة تتعلق بإساءة معاملة المرضى الضعفاء، بعد تحقيق استمر أشهرًا وانتهى بإصدار أمر قضائي من 45 صفحة وقّعه القاضي ماتيو بوفوني بطلب من المدعي العام جوزيبي لونغو.
وبحسب لائحة الاتهام، قامت المتهمتان بين ربيع عام 2025 والأشهر اللاحقة بتغيير علاجات المرضى بشكل ممنهج، عبر إعطائهم مهدئات، خصوصًا من فئة البنزوديازيبينات، دون أي مبرر طبي أو وصفة رسمية. وتهدف هذه الممارسات، وفق التحقيقات، إلى تجنب رعاية كبار السن والمرضى غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم، من أجل الانسحاب للراحة والنوم داخل غرف مخصصة للعاملين في جناح كوفيد-19. وتشير الوثائق إلى أنه قبيل تبديل الورديات كان يتم حقن المرضى بمضاد للمهدئات لتفادي اكتشاف الأمر.
التحقيقات اعتمدت على تسجيلات تنصت ومقاطع مصورة من كاميرات المراقبة، أظهرت سلوكًا وصفه المحققون بأنه ينتهك كرامة الإنسان بشكل صارخ. وتُظهر اللقطات دخول الممرضتين إلى غرف المرضى حاملتين محاقن وأدوية دون وجود حالات طارئة واضحة، ثم فصل أجهزة المراقبة وترك المرضى لفترات طويلة دون رعاية. كما وثقت الكاميرات دخولهما المتكرر إلى مناطق كوفيد-19 لأغراض لا تتعلق بالعمل.
ولا تتوقف الاتهامات عند هذا الحد، إذ تتضمن لائحة الادعاء مزاعم بسلوك مهين، من بينها التقاط صور لمرضى في أوضاع جسدية وصحية بالغة السوء ومشاركتها عبر تطبيق واتساب على سبيل السخرية. كما يُشتبه بتزوير نتائج مسحات كوفيد-19، والسماح بدخول أشخاص غير مخولين إلى الجناح، إضافة إلى سرقة أدوية، حيث عثر المحققون في منزلي المتهمتين على عشرات الطرود الدوائية.
بدأت القضية بعد بلاغات من زملاء عمل لاحظوا تصرفات غير طبيعية وخطيرة وأبلغوا السلطات رغم مخاوفهم. وأدت هذه البلاغات إلى تدخل شرطة سيستري ليفانتي وهيئة مكافحة الفساد، ما أسفر عن إصدار أوامر التوقيف ومنع الممرضتين من ممارسة المهنة لمدة لا تقل عن ثمانية أشهر. وبعد إيقافهما عن العمل، تقدمتا باستقالتهما من المستشفى، في انتظار ما ستسفر عنه المحاكمة في واحدة من أخطر قضايا إساءة معاملة المرضى التي شهدها القطاع الصحي المحلي
