عربي و دولي

نتنياهو يحذر إيران من رد «شديد للغاية» وسط أنباء عن اختبارات صاروخية

علي زم – مراسلين

طهران- في وقت تتداول فيه أنباء متضاربة بشأن اختبارات صاروخية محتملة فوق مدن إيرانية، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن أي تحرك محتمل من جانب إيران ضد بلاده سيقابل برد «شديد للغاية».

وقال نتنياهو، الاثنين 22 ديسمبر 2025، بلهجة تحذيرية إن تل أبيب على علم بإجراء إيران «مناورات» أو «تدريبات» خلال الأيام الأخيرة، وتتابع هذه التطورات عن كثب.

وأضاف أن الأنشطة النووية لطهران ستُطرح خلال لقاءاته ومحادثاته مع دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، مؤكدًا أن إسرائيل قامت بـ«جميع الاستعدادات اللازمة».

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول: «أود أن أنقل هذا الأمر بوضوح إلى إيران: أي إجراء ضد إسرائيل سيُقابل برد شديد للغاية».

وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزامن فيه مع تقارير متناقضة حول اختبارات صاروخية محتملة في إيران، ما أوجد أجواءً من التكهنات والقلق على الصعيدين الداخلي والإقليمي.

تقارير ونفي بشأن اختبار صاروخي

تداول نشطاء إيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لخطوط بيضاء في سماء عدد من المحافظات الإيرانية، مما أدى إلى انتشار شائعات حول إجراء اختبارات صاروخية.

وذكرت وكالة فارس للأنباء، المقربة من الحرس الثوري، نقلًا عن «مشاهدات ميدانية وتقارير محلية»، أن الحرس الثوري أجرى مناورات صاروخية في مناطق مختلفة مثل خرم آباد ومهاباد وأصفهان وطهران ومشهد. وقد حظيت هذه التقارير بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت ردود فعل كثيرة في ظل ارتفاع الحساسية تجاه التطورات الأمنية.

لكن بعد ساعات، نفت وكالة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية صحة هذه الأنباء. وجاء في تقريرها أن الصور المتداولة «لا تتعلق باختبار صاروخي وليست صحيحة».

ونقلت الهيئة عن مصادر قولها: «لم يُجرَ اليوم أي اختبار صاروخي، والخطوط البيضاء في السماء ناتجة عن مسار طائرات تحلق على ارتفاعات عالية».

ورغم هذا النفي الرسمي، فإنه لم ينجح في تبديد أجواء الشك والتساؤلات بشكل كامل.

انعكاسات إقليمية ودولية

بالتزامن مع هذه التطورات، أفادت وكالة الأنباء أن الاختبار الصاروخي في إيران جرى تداوله في ظل تزايد المخاوف من احتمال شن إسرائيل هجمات جديدة.

وأشارت تقارير إلى أن الاختبارات يُعتقد أنها أُجريت في طهران ومدن كبرى مثل أصفهان ومشهد، رغم أن الحرس الثوري أو الجيش الإيراني لم يؤكدا ذلك حتى الآن.

وفي إسرائيل، أسهمت هذه التقارير في تصاعد مخاوف جديدة. ويؤكد مسؤولون إسرائيليون أنهم يتابعون التطورات العسكرية الإيرانية عن كثب.

وفي رده على سؤال بهذا الشأن، قال نتنياهو إن إسرائيل على علم بالمناورات الأخيرة التي أجرتها إيران، وإنها أخذت «الاستعدادات اللازمة» بعين الاعتبار.

ويرى مراقبون أن هذا الموقف يهدف إلى توجيه رسالة ردع إلى طهران، فضلًا عن طمأنة الرأي العام الداخلي في إسرائيل.

مخاوف متجددة وموقف طهران

تُطرح هذه التصريحات في ظل أجواء لا تزال فيها ذكريات الحرب التي استمرت 12 يومًا في شهر يونيو حاضرة بقوة. ففي تلك الحرب، قصفت إسرائيل بدعم أميركي أهدافًا داخل إيران، وهي اعتداءات قالت السلطات الإيرانية إنها أسفرت عن أكثر من ألف قتيل، وألحقت أضرارًا واسعة بمنشآت نووية وعسكرية، وحتى ببعض البنى التحتية المدنية.

وأقرت طهران بتعرضها لأضرار، لكنها أعلنت أن جزءًا كبيرًا من الخسائر قد جرى إصلاحه. غير أن تقارير صدرت مؤخرًا عن وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية تحدثت عن احتمال تكرار هجوم عسكري إسرائيلي على إيران، لكن هذه المرة مع تركيز خاص على برنامجها الصاروخي.

وذكرت «إن بي سي» الأمريكية في تقرير أن مسؤولين إسرائيليين يعتقدون أن إيران تعمل على توسيع إنتاج الصواريخ الباليستية، ولذلك يعتزمون إعداد خطة لعرضها على دونالد ترامب، من أجل بحث خيارات توجيه ضربة جديدة إلى إيران. وأوضحت القناة أن مصدر تقريرها شخص مطلع بشكل مباشر على الخطط الإسرائيلية وأربعة مسؤولين أمريكيين سابقين، من دون الكشف عن أسمائهم.

وفي طهران، سعى المسؤولون الرسميون إلى رسم خط فاصل واضح بين البرنامج الصاروخي وأي مفاوضات سياسية. وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين 22 ديسمبر 2025، إن البرنامج الصاروخي الإيراني «تطوّر حصريًا لأغراض دفاعية»، وهو «ليس مطروحًا بأي حال للنقاش أو المساومة». وأكد أن القدرات الدفاعية الإيرانية صُممت «لردع المعتدين عن التفكير في أي هجوم».

كما اعتبر بقائي ما وصفه بـ«التهويل الإعلامي» جزءًا من «حرب مركبة» ضد إيران، مشيرًا إلى أنه من جهة يُصوَّر البرنامج الدفاعي الإيراني على أنه تهديد، ومن جهة أخرى، بحسب قوله، «يتدفق سيل من أسلحة القتل» نحو إسرائيل. وأضاف: «القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرف جيدًا كيف تدافع عن البلاد إذا اقتضت الضرورة».

وفي السياق نفسه، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، إن بلاده لا تستبعد احتمال تعرضها لهجوم جديد، وإنها «مستعدة تمامًا» لذلك، مؤكدًا أن هذه الجاهزية «أكبر من السابق».

وتُظهر مجمل هذه المواقف والتقارير أنه بالتوازي مع تصاعد لهجة التحذير من جانب تل أبيب، تتزايد أجواء الغموض والقلق في المنطقة؛ أجواء يمكن فيها لأي صورة غامضة في السماء أو أي تصريح تحذيري لمسؤول سياسي أن يتحول سريعًا إلى جزء من معادلة أكبر في إطار التنافس الأمني بين إيران وإسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews