مقالات

صراعات القرن الـ21 – تحليل استراتيجي

الأزمات العالمية وتداعياتها على المستقبل

شبكة مراسلين
مقال بقلم: محمد سعد الأزهري

في عالمٍ تتصارع فيه العُملاتُ بقوةِ الصواريخ، وتُقاسُ السيادةُ بعددِ الحُلفاء، لم تعد الحروبُ تُخاضُ في الخنادق فقط، بل في موانئ الشحن، أسواق النفط، وحتى في خوادم الذكاء الاصطناعي. من غزة إلى كييف، ومن تايوان إلى صنعاء، تُعيدُ هذه الصراعاتُ رسمَ خريطةِ القوة العالمية… فهل نحنُ أمامَ نظامٍ دوليٍ جديدٍ يُولدُ من بين الرماد؟.
إن  عالم اليوم الذي  تتصاعد فيه حدة التوترات، وتتداخل المصالح، لم تعد الصراعات مجرد معارك عسكرية تقليدية، بل تحولت إلى حروب متعددة الأوجه:
سياسية،
اقتصادية،
تكنولوجية،
واجتماعية.
حيث تشهد الساحة الدولية تحولات جذرية قد تُعيد رسم خريطة القوى العالمية. فما أسباب هذه الصراعات؟
وما تداعياتها على المواطن العادي؟
وهل هناك أمل في حلول دبلوماسية؟ 

              1. الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي:
بين المقاومة والاحتلال.. الواقع المؤلم: 

  • استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطين لأكثر من 70 عامًا، مع تصاعد الاستيطان وقمع المدنيين، وربما سيستمر مدة زمنية أطول بقدر قبلة الحياة التي توهب للكيان الاسرائيلي المحتل من أمريكا ،أوروبا، بعض دول الجوار لأسباب مختلفة سياسية ،اقتصادية، ايدلوجية، عقائدية ، تٱمرية . وربما ستكون نهاية الاحتلال الاسرائيلي وشيكة أو بدأت لينتهي زمنه وتذهب فترته بمرارتها وخسائرها وتبقى فلسطين برمزيتها وكفاحها ومقاومتها الفريدة والملهمة أيقونة تبقى لتبعث روح المقاومة في نفوس البشرية ضد أي ظلم أو عدوان أو تعدي.
  • المقاومة الفلسطينية بين مطرقة القمع وسندان الانقسام الداخلي. جيل كامل ضاعت أحلامه وانتهت أمنياته في نفس اللحظات التي قصفت فيه جامعته ومسجده وبيته ومستشفاه ومخبز طعامه ومستودع احتياجاته وفقدانها لحياته وحياة والديه وإخوته ومحبوبته . بل وهدم بلده بالكامل فلا يرى منها إلا الركام ولا يتذكر منها سوى الذكريات
  • الدور الإقليمي:
    –  اليمن وحزب الله يدعمان المقاومة، بينما بعض الدول العربية تسعى للتطبيع كما ذكرنا تطبيعا تفرضه الظروف السياسية والمواءمات الايدلوجية والمصالح الاقتصادية وثمنا باهظا لبقاء الأنظمة الحالية .
  • الفشل الدولي:
  • عجز الأمم المتحدة عن فرض حل الدولتين بسبب الفيتو الأمريكي. ربما لو انصفنا التاريخ وصدقت معنا الروايات ومحاضر الجلسات لتأكد لنا أن الأمم المتحدة متواطئة وليست عاجزة متٱمرة وليست محايدة شريكة في قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية وضياع جيل كامل من الفلسطينيين وهدم المؤسسات بالكامل التعليمي والديني والصحي منها والاجتماعي والحكومي والرسمي والخاص.
    الحلول المقترحة:
  • الضغط الشعبي والعالمي لوقف الاستيطان. 
  • مساعدة المقاومة بكل الأشكال وبكافة الوسائل كما هو الحال مع أوكرانيا وتايوان والهند وبقليل من الدعم الإنساني والطبي والعسكري لاستطاعت المقاومة القضاء التام على الاحتلال وطرد المحتل إلى غير رجعة.
  • دعم حل الدولتين عبر وساطة دول محايدة. 

               2. الحرب الروسية-الأوكرانية:
              صراع النفوذ بين الشرق والغرب
الأبعاد الخفية:

  • ليست مجرد حرب حدودية، بل معركة وجودية بين روسيا وحلف الناتو. 
  • استخدام الطاقة سلاحًا: كيف أثرت العقوبات على أوروبا؟ 
  • وإني لأراها من بين سطور التاريخ وبالمقارنات التاريخية والمعارك الفاصلة وخاصة في ظل هذه الفترة التاريخية المشئومة والتي تولى فيها اليمين المتطرف الحكم في كافة دول العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه.
    وبعد تراجع الدور الأمريكي عالميا كونها شرطي العالم المتبجح أرى أن مساعي أمريكا بقيادة ترامب هذه الفترة الفاصلة وتحت الظروف السياسية والاقتصادية الخانقة ،
    أراد أن يستعيد الدور الأمريكي عالميا كشرطي العالم والرابح الأكبر من كل الحروب بل والمستولي على خيرات دول العالم والذي سيفرض الشروط والعقوبات بعد فترة وجيزة إذا نجحت الخطة الأمريكية والتي تظهر ملامحها في الٱتي:-
    حرب فلسطين مع الاحتلال الإسرائيلي.
    حرب إيران واليمن ضد الناتو تحديدا وأمريكا من بعيد.
    حرب روسيا وأوكرانيا وإن صح التعبير بين روسيا وأوروبا كما الحرب العالمية الثانية إذ تسعى امريكا إلى التخلي عن دور الوساطة لتجبر فرنسا وألمانيا وبريطانيا لقيادة الحرب ضد روسيا .
    حرب كوريا الشمالية بالتبعية ووفق المعاهدات الكورية الروسية التي تلزم كوريا الدخول في الحرب إذا تم الاعتداء على حليفتها روسيا.
    الحرب الصينية التايوانية .
    الحرب الهندية الباكستانية .
    لتقف أمريكا كما السابق والماضي تحتفظ بكامل قواتها وعتادها تنتظر أن ينهي الخصوم بعضهم على بعض ويتهم الجميع بعضهم بعضا كما وضع هذه السياسة الرئيس الأمريكي نيكلسون في كتابة الفرصة السانحة وهي فلسفة مساعدة الخصم على كسر ذراعه بنفسه وبوزنه دون تدخل ملحوظ من أمريكا لتجلس أمريكا مرة ثانية تقاسم الثروات والغنائم وتفرض شروط الصلح والاستسلام والعقوبات وتسيطر مرة ثانية على النظام العالمي من جديد وترث روسيا والصين والهند وكوريا وكل الدول العظمى كما فعلت في نهاية الحرب العالمية الثانية.
    تداعيات خطيرة:
  • ارتفاع أسعار الغذاء والوقود عالميًا. 
  • خطر التصعيد النووي بعد انسحاب روسيا من معاهدات الحد من الأسلحة.


3- الصراع الأمريكي-الإيراني-اليمني: الحرب بالوكالة – تحليل شامل

  1. الخلفية التاريخية والأسباب الجذرية.
                 – جذور الصراع:
    يعود التدخل الإيراني في اليمن إلى عام 2014 عندما سيطر الحوثيون (أنصار الله) على العاصمة صنعاء بمساعدة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مما أدى إلى إسقاط الحكومة المعترف بها دوليًا بقيادة عبد ربه منصور هادي . 
             – الدور الإيراني: إيران دعمت الحوثيين عسكريًا وسياسيًا كجزء من استراتيجيتها الإقليمية لمواجهة النفوذ السعودي والأمريكي، مستغلةً التقارب المذهبي (الشيعي) والجغرافي (قرب اليمن من السعودية) . 
             – التدخل الأمريكي: دعمت الولايات المتحدة التحالف السعودي-الإماراتي عسكريًا ولوجستيًا منذ 2015، ضمن سياسة احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة . 
  2. الإحصائيات والتواريخ الرئيسية.
  • بداية الحرب: مارس 2015، بإطلاق التحالف العربي بقيادة السعودية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين . 
  • الخسائر البشرية: 
      – قُتل أكثر من 377,000 شخص
    (منهم 150,000 بسبب القتال المباشر) بحسب الأمم المتحدة . 
      – 4 ملايين نازح، و21.6 مليون يمني بحاجة لمساعدات إنسانية (80% يعانون انعدام الأمن الغذائي) . 
  • الهجمات الصاروخية: أطلق الحوثيون صواريخ باليستية على السعودية، منها هجوم على منشآت أرامكو 2019، الذي عُزز بتقارير عن تورط إيراني في التصنيع . 

3 . الأبعاد الجيوسياسية

  • إيران vs السعودية: تحول اليمن إلى ساحة حرب بالوكالة بين الطرفين، حيث دعمت إيران الحوثيين بالأسلحة
    (مثل صواريخ “قيام”)، بينما قادت السعودية تحالفًا عربيًا بدعم أمريكي . 
  • الدور الأمريكي: فرضت واشنطن عقوبات على إيران لتمويلها الحوثيين، بينما استخدمت اليمن كورقة ضغط في المفاوضات النووية (مثل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي 2018) .

4 .النتائج والتداعيات.

  • الكارثة الإنسانية: صنفت الأمم المتحدة اليمن كأسوأ أزمة إنسانية عالمية، مع انتشار المجاعة والأمراض مثل الكوليرا . 
  • تفتيت الدولة اليمنية: ظهور كيانات متعددة (الحوثيون في الشمال، المجلس الانتقالي الجنوبي، الحكومة الشرعية) . 
  • تصاعد التوتر الإقليمي: هجمات الحوثيين على السعودية والإمارات عززت مخاوف أمن الخليج . 

5 . الحلول المقترحة

  • الوساطة الدولية: 
      – تفعيل دور الأمم المتحدة لفرض هدنة دائمة وإشراك جميع الأطراف اليمنية (ليس فقط الحوثيين والسعودية) . 
      – دعم اتفاق الرياض 2023 بين السعودية وإيران لخفض التصعيد، رغم تشكيك البعض في قدرته على حل الأزمة اليمنية . 
  • إعادة الإعمار: تخصيص مساعدات دولية لإعادة بناء البنية التحتية وتمكين المؤسسات المحلية . 
  • ضبط التسلح: مراقبة الحدود لوقف تدفق الأسلحة الإيرانية للحوثيين، مع ضغط دولي على إيران لوقف دعمها . 
    خلاصة
    الصراع في اليمن تجسيد للتنافس الإقليمي بين إيران والسعودية، مع استخدام الولايات المتحدة له كأداة لمواجهة طهران. الحل معالجة الأسباب المحلية (كغياب الحكم الرشيد) والإقليمية (كإنهاء الحرب بالوكالة)، مع أولوية إنقاذ المدنيين من الكارثة الإنسانية .

1.  حرب الشرائح الإلكترونية
تسعى الولايات المتحدة، من خلال فرض قيود على تصدير الشرائح الإلكترونية التي تُستخدم في العديد من الصناعات التكنولوجية، إلى تقويض نمو الصين في هذا المجال. إذ تعتمد الصين على استيراد العديد من المكونات الأساسية من الولايات المتحدة، مما يجعلها عرضة للضغوط الاقتصادية.
التداعيات:
اقتصاديًا : قد يؤدي حظر الشرائح الإلكترونية إلى عرقلة تطور الصين في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، مما يضعف القدرة التنافسية للصين في الأسواق العالمية.
اجتماعيًا : قد تشهد الشركات الصينية في مجال التكنولوجيا تراجعًا في الاستثمارات والابتكارات، مما ينتج عنه فقدان الوظائف وزيادة معدلات البطالة.
2.  أزمة تايوان
تعتبر تايوان نقطة توتر رئيسية في العلاقات الأمريكية-الصينية، حيث تعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها. في حالة حدوث تصعيد عسكري، يمكن أن تؤدي هذه الأزمة إلى تداعيات أكبر.
التداعيات:
عسكريًا : إذا اندلعت الحرب في تايوان، سيكون هناك احتمال لاندلاع صراع عسكري واسع النطاق قد يمتد إلى دول أخرى، مما يزيد من التوترات العسكرية في المحيط الهادئ.
إنسانيًا : في حالة النزاع، سيتعرض المدنيون في تايوان ومنطقة شرق آسيا إلى مخاطر جسيمة نتيجة للقتال، مما قد يؤدي إلى أزمة إنسانية واسعة النطاق.
3.  الأسباب والنتائج:
الأسباب الرئيسية لهذه المواجهة تشمل:-
سعي الصين إلى تعزيز نفوذها العالمي واحتلال مكانة بارزة في الاقتصاد العالمي.
رغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على قوتها كقوة عظمى من خلال فرض قيود على الصين.
النتائج:
تزايد التوترات الاقتصادية والعسكرية.
احتمال تفكك العلاقات الاقتصادية العالمية والتوجه نحو الانعزالية.
تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي، مع احتمالية حدوث ركود.
4.  الحلول المقترحة
تحقيق الحوار الدبلوماسي : من الضروري أن تسعى الولايات المتحدة والصين إلى إجراء محادثات مستمرة لتجنب تصعيد التوترات.
زيادة التعاون الاقتصادي : التركيز على التعاون في مجالات مشتركة مثل المناخ والصحة يمكن أن يساعد في تقليل التوترات.
تعزيز الاتفاقيات الدولية : يجب أن يكون هناك إطار عمل دولي لتقليل النزاعات بين الدول الكبرى بشأن القضايا المختلفة.
خلاصة
المواجهة الأمريكية-الصينية تمثل تحديًا كبيرًا للسلام والاستقرار العالميين. إن معالجة هذه القضية يتطلب فهمًا عميقًا للتداعيات المحتملة .

الصراع الهندي-الباكستاني: القنبلة الموقوتة
يعتبر الصراع بين الهند وباكستان من أكثر النزاعات تعقيدًا في التاريخ الحديث، إذ يمتد جذوره إلى سنوات عديدة ويشمل قضايا سياسية، دينية، وأمنية. وفيما يلي تحليل لجذور الأزمة، تاريخ الصراع، وأسباب ظهور الخلاف مؤخرًا، بالإضافة إلى النتائج السلبية والحلول المقترحة.
1.  جذور الأزمة
النزاع على كشمير منذ 1947
بعد استقلال الهند عن الاستعمار البريطاني في عام 1947، تم تقسيم الهند إلى دولتين هما الهند وباكستان. وقد برزت أزمة كشمير عندما اختار أمير ولاية كشمير، الذي كان يدين بالإسلام، الانضمام إلى الهند بدلاً من باكستان، مما أدى إلى اندلاع الحرب الأولى بين الدولتين في عام 1947.
2.  تاريخ الصراع
1947-1948 : الحرب الأولى بين الهند وباكستان بسبب كشمير.
1965 : الحرب الثانية حول نفس القضية، والتي انتهت بالتدخل الدولي.
1971 : نتيجة النزاعات الداخلية في باكستان أدى إلى نشوء بنغلاديش، مما أثر على توازن القوى في المنطقة.
1989-الحاضر : تصاعد التوترات في كشمير مع اندلاع تمرد ضد الحكم الهندي.
3.  أسباب ظهور الخلاف حديثًا
القضايا السياسية : تصاعد القومية الهندوسية ومعارضة باكستان في دعم الجماعات الانفصالية في كشمير.
الإرهاب : وقوع هجمات إرهابية في الهند تتهم باكستان بدعمها، مما يزيد من توتر العلاقات.
التسليح النووي : امتلاك كلا البلدين للأسلحة النووية يزيد التوتر ويجعل من أي صراع محتمل أمرًا خطيرًا.
4.  النتائج السلبية
إقليميًا : انتشار الفقر وعدم الاستقرار في المنطقة، مع تزايد الانقسامات الطائفية والإثنية.
عسكريًا : سباق تسلح نووي متزايد، يزيد من احتمالات المواجهة العسكرية.
اجتماعيًا : انعدام الثقة بين الدولتين، مع تزايد كراهية المجتمعين، مما يؤثر على حقائق الحياة اليومية للناس في كلا البلدين.
5.  الحلول المقترحة
الحوار السلمي : يجب أن تعود الأطراف إلى مائدة الحوار لإيجاد حلول سلمية للقضايا العالقة، بما في ذلك مستقبل كشمير.
دعم المجتمع الدولي : على المجتمع الدولي تقديم الدعم لتحسين العلاقات بين البلدين، من خلال الوساطة والمساعدات الاقتصادية.
تبادل الثقة : تعزيز برامج تبادل الثقافات والاقتصاد الذي يمكن أن يساهم في بناء الثقة بين الشعوب.
خلاصة
إن الصراع الهندي-الباكستاني يعد قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي. يتطلب الأمر جهودًا دبلوماسية مستمرة وحلولًا مبتكرة للتخفيف من حدة التوتر وبناء أسس السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews