مقالات

سوريا تنتفض من تحت الرماد مشروع نهضة شاملة يعيد تعريف مستقبل الوطن


بقلم : وليد شهاب

بعد أربعة عشر ربيعاً مرت على آلام الحرب التي طالت كل شبر في الجغرافيا السورية وكل نفس في النسيج الاجتماعي تشهد سوريا اليوم فصلاً جديداً من تاريخها تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع الذي يقود عملية إعادة إعمار وصناعة مستقبل يليق بتاريخ هذه الأمة العريقة.

فمن أطلال المدن المدمرة وشظايا الذكريات الأليفة تولد اليوم رؤية جديدة تقوم على أسس متينة تبدأ بالمصالحة الوطنية الشاملة التي تجمع تحت مظلتها كل الأصوات والأطياف وتستمر في مسار الإصلاح الاقتصادي العميق القائم على اقتصاد السوق الاجتماعي الذي يوازن بين متطلبات النمو وضرورات العدالة الاجتماعية.

ويأتي الاستثمار في الإنسان السوري في صلب هذه الرؤية من خلال تطوير منظومة التعليم الحديثة والارتقاء بالقطاع الصحي إلى مستويات عالمية فيما يتم تشييد جسور الثقة مع العالم عبر انفتاح دولي متوازن يبني تحالفات استراتيجية تحمي مصالح سوريا وتحفظ استقلالها.

خطة اثتثمارية طموحة أُطلق عليها اسم مشروع سوريا ٢٠٣٠ والتي تشمل برنامجاً شاملاً لإعادة إعمار البنية التحتية يتجاوز حجم استثماراته خمسين مليار دولار أميركي ويغطي كل المحافظات السورية.

ويتضمن البرنامج الوطني للطاقة المتجددة الذي يُعد الأكبر في تاريخ سوريا مشاريع عملاقة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح تهدف إلى تغطية أربعين بالمئة من احتياجات البلاد من الطاقة كما يجري العمل على تطوير نظام تعليمي رقمي متكامل يصل إلى حتى أبعد قرية سورية محققاً مبدأ العدالة في توزيع. التعليم

وفي إطار جذب الاستثمارات يتم إنشاء ثلاث مناطق اقتصادية خاصة في دمشق وحلب واللاذقية مجهزة بأحدث البنى التحتية التكنولوجية وتقدم حوافز استثمارية غير مسبوقة

وعلى الأرض التقيت مع عدد من أبناء المناطق التي شهدت عمليات إعادة إعمار حيث قال عبد الله المصري وهو فلاح من ريف حمص بعد سنوات من القهر والدمار ها نحن نحصد اليوم أولى ثمار السلام لقد عادت الحياة إلى حقولنا وقرانا.

أما علياء الدرويش وهي معلمة من حلب فتقول إن المدارس الجديدة التي بُنيت بأحدث المواصفات العالمية تمثل نقلة نوعية في العملية التعليمية لأبنائنا.

وفي القطاع الصحي يؤكد الدكتور نبيل قاسم في مستشفى المواساة الجامعي في دمشق أن المستشفيات الجديدة المجهزة بأحدث التقنيات الطبية وتطبيق نظام التأمين الصحي الشامل سيغيران وجه القطاع الصحي في سوريا

ويوضح الخبير الاقتصادي الدكتور محمد السالم أن الحكومة تبنت سياسات اقتصادية ذكية تركز على تنمية القطاعات الإنتاجية وخاصة الزراعة والصناعة والسياحة مع الحفاظ على استقرار سعر صرف الليرة السورية.

كما اكد السيد الرئيس أحمد الشرع أن سوريا الجديدة ستكون وطناً للجميع بدون استثناء ونعمل ليل نهار لتعويض ما فاتنا ولن نسمح لأحد بأن يسرق مستقبل أبنائنا مرة أخرى.

لكن هذه المسيرة الواعدة لا تخلو من التحديات فالعقوبات الاقتصادية الدولية لا تزال تشكل عائقاً أمام انطلاق كامل طاقات الإعمار كما أن مشكلة الألغام والمخلفات الحربية تتطلب جهوداً كبيرة ومستمرة أما هجرة الكفاءات السورية فتمثل تحدياً إضافياً تحتاجه الحكومة لمعالجته.

وبحسب تقارير صادرة عن مؤسسات التمويل الدولية فإن سوريا تمتلك مقومات النهضة الاقتصادية المتسارعة مع توقع نمو النتاج المحلي الإجمالي بنسبة سبعة بالمئة سنوياً خلال الخمس سنوات القادمة مدفوعاً بالقطاعات الواعدة مثل السياحة العلاجية والزراعة العضوية وتكنولوجيا المعلومات.

سوريا التي علمت العالم أبجدية الحضارة والإنسان تستعد اليوم لكتابة ملحمة جديدة من ملاحم الصعود والعطاء تحكي قصة شعب رفض أن يموت وقيادة آمنت بإرادة الحياة وإدارة عرفت كيف تحول الألم إلى أمل والدمار إلى بناء والشتات إلى وحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews