مقالاتمقالات

بعد 37 عاما … استقلال معلن ودولة مازالت تولد

بقلم : مولود سعدالله

في مثل هذا اليوم من 15 نوفمبر، تعود الذاكرة إلى لحظة عربية مفصلية ، اللحظة التي وقف فيها القائد الرمز ياسر عرفات داخل قاعة الصنوبر بالجزائر عام 1988ليعلن ميلاد الدولة الفلسطينية.

دولة ضاربة الجذور في عمق الأرض والذاكرة، لكنها وجدت نفسها محتلة بوعد مشؤوم سمّي لاحقا وعد بلفور، ذلك الوعد الذي غيّر وجه المنطقة وفتح أبوابا واسعة من الألم والنضال.

كانت الجزائر في ذلك الوقت سقفًا عربيًا يحمي منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها. كان الجو مشحونًا، والعالم يترقّب، فيما لم تكن التهديدات مجرد كلام عابر. فبحسب ما تسرّب لاحقًا، حاول الكيان الإسرائيلي استهداف المؤتمر، قبل أن تُجهض المحاولة عبر استنفار الدفاعات الجوية الجزائرية، وتنفيذ طلعات لطائرات “الميغ” التي وضعت المشهد كله تحت السيطرة. تفاصيل ظلّت طي الكتمان لعقود، قبل أن يكشف الرئيس تبون جانبًا منها هذا العام.

ومنذ لحظة إعلان الاستقلال إلى اليوم ظل الحلم الفلسطيني يتنفس عبر المؤسسات والقرارات الدولية. ففي سنة 2012، اعترفت الأمم المتحدة بفلسطين دولة بصفة “مراقب غير عضو”، خطوة حملت وزنا سياسيا ومعنويا كبيرا، لكنها لم تغير الحقيقة الأساسية: الدولة التي ولدت سياديا على الورق، ما تزال تبحث عن سيادتها على الأرض، في ظل تطبيق سياسة الأمر الواقع من الاحتلال وتراجع الضغط الدولي له.

سبعة وثلاثون عاما مرت وما زال الشعب الفلسطيني يواصل نضاله فوق كل شبر من أرضه، من غزة المحاصرة والنازفة، إلى الضفة التي تواجه الاستيطان يوميا .

لكن يبقى جوهر القضية ثابتًا؛ فحقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس حقٌّ غير قابل للتنازل، مهما تعددت الصفقات وتكاثرت الاتفاقيات. ولا يملك أحد أن يمنح ما لا يملك لمن لا يملك.

اليوم تعود الذكرى من جديد، تعود محملة برسالة واضحة أن الدولة التي أعلنت ما تزال مشروعا حيا وأن حلم الاستقلال رغم كل الألم لم يتزعزع في نفسية الشعب الفلسطيني ، بل يزداد تجذرا كلما اشتدت العواصف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews