ثقافة وفن

إجماع دولي في مؤتمر لليونسكو على الاعتراف بـ “أسطوانة كورش” وثيقةً لحقوق الإنسان

علي زم – مراسلين

طهران- قالت وسائل إعلام إيرانية إنه تم اعتماد أسطوانة كورش (منشور كوروش) بوصفها “أول وثيقة مكتوبة لحقوق الإنسان في العالم” في الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو.

وأقرت الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالإجماع خلال مؤتمرها العام المنعقد في سمرقند في 6 نوفمبر، اقتراح الاعتراف بأسطوانة كورش بوصفها وثيقة مكتوبة لحقوق الإنسان.

وقد طُرحت هذه الأسطوانة التاريخية بشكل مشترك من قبل إيران وطاجيكستان والعراق لاعتمادها بوصفها وثيقة أساسية في تاريخ الحضارة الإنسانية.

وقال موقع ميدل ايست نيوز عن الاجتماع إن القرار يلزم اليونسكو بتعزيز المفاهيم والتعليمات المستمدة من أسطوانة كورش ضمن برامجها التعليمية والثقافية والحقوقية.

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في منشور على منصة “إكس”: “اعتماد أسطوانة كورش في اليونسكو دليل على استمرار حضور إيران في ضمير الحضارة الإنسانية. فإيران هي منبع ثقافة الحوار والتسامح والعدالة والتعايش.”

وأضاف بزشكيان أن إيران اليوم أيضاً يمكن أن تكون “مصدر إلهام للسلام والتضامن في المنطقة والعالم.”

من جانبه، وصف وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية الإيراني، رضا صالحي أميري، هذا الحدث بأنه “لحظة خالدة في الذاكرة الثقافية لإيران والعالم”، مشيراً إلى أن اليونسكو اعتبرت في وثيقتها الرسمية أسطوانة كورش رمزاً للحكمة والتدبير السياسي في تاريخ البشرية، ونصاً يتجاوز حدود الزمان والمكان ويشكل جسراً بين الأخلاق والسياسة، وبين الماضي والمستقبل، وبين الأمم والضمير الإنساني العالمي.

وتحفظ أسطوانة كورش في المتحف البريطاني، وقد نُقلت عام 2011 من المتحف البريطاني في لندن إلى المتحف الوطني الإيراني في طهران لتعرض هناك مؤقتاً على سبيل الإعارة.

وتضم الأسطوانة مجموعة من أقوال وأوامر “كورش الكبير” بعد فتحه مدينة بابل، وقد نقش عليها بالخط واللغة المسمارية الأكادية (البابلية).

وحكم كورش، أول ملوك الدولة الأخمينية، بين عامي 559 و529 قبل الميلاد على مساحة شاسعة من آسيا وشمال إفريقيا. وفي عام 539 قبل الميلاد فتح مدينة بابل وحرر اليهود من العبودية والنفي.

وأصبح مرسوم كورش بعد هذا الفتح معروفاً باسم “أسطوانة كورش”، لما تضمنه من تأكيد على النزعة الإنسانية واحترام ثقافات الأراضي المفتوحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews