عثمان عريوات أيقونة الفكاهة الجزائرية ، غائب رسميا حاضر شعبيا

مولود سعدالله – مراسلين
اختتمت فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران وسط أجواء احتفالية وسينمائية تجمع صناع الأفلام والنقاد والجمهور العربي ، وحضور شخصيات فنية كنادية الجندي وإعلامية كخديجة بن قنه وحفيظ الدراجي ، إلا أن الحدث لم يخل من الملاحظات والانتقادات إذ أعرب بعض المتابعين والفاعلين عن استغرابهم من عدم توجيه الدعوة للأيقونة الجزائرية عثمان عريوات، أحد أبرز رموز السينما الكوميدية في البلاد ما أثار جدلا على منصات التواصل .

عثمان عريوات أو “مخلوف البومباردي ” كما هو معروف محليا وهو اسمه الفني في فيلم كرنفال في دشرة ، يعتبر أيقونة فنية ورمز شعبي و ليس مجرد فنان، أعماله مثل “كرنفال في الدشرة” ما زالت حاضرة في الذاكرة الجماعية، ومقولاته المتداولة في الشوارع ما زالت جزءا من الثقافة الشعبية حتى رسوماته في قلب العاصمة سواء على الجدران أو الملصقات، تعكس مدى تعلق الجمهور بشخصيته التي تمثل روح الفكاهة والهوية الجزائرية ، وبأسلوبه العفوي والشعبي البسيط ، وكذا برسائله المشفرة في قالب الفكاهة .

غياب عريوات عن المهرجانات الرسمية في السنوات الأخيرة، ورفضه أحيانا الحديث أو المشاركة، يعكس حالة تهميش أو تجنب متبادل بينه وبين المؤسسات السينمائية الرسمية ، هذا التجنب أو التجاهل لم تمنع جمهوره من الاعتراف بقيمته الفنية، لكن الأسئلة تطرح حول طرق التعامل مع رموز الفن الشعبي وضرورة إعادة النظر في تقديرهم .
غياب عريوات عن الساحة الفنية منذ التسعينيات لم يفقده شعبيته ، وكان جمهوره يتأمل كثيرا في رؤية فيلمه الأخير الكثير للجدل والذي سال عنه الكثير من الحبر “سنوات الإشهار”، الذي لم يُعرض بعد رغم مرور سنوات طويلة على إنتاجه على الرغم من تصريحات سابقة للوزير السابق للثقافة عبد العزيز ميهوبي بأن هناك جهودا لحل مسألة عرضه ، الفيلم يعكس رؤية عريوات الجريئة لتاريخ الجزائر خلال العشرية السوداء، وهو عمل ذو حساسية كبيرة ما جعل عرضه يتأخر بسبب تراكم الرقابة والإنتاجيات المتباينة، ورفضه إجراء أي تعديلات على محتواه.

يبقى عثمان عريوات مع كل هذه التعقيدات، أيقونة لا يمكن إغفالها أعماله تجمع بين البساطة والفكاهة والرسالة الاجتماعية، وتجعل من أي غياب له عن المشهد السينمائي مناسبة للتذكير بأهمية الحفاظ على رموز الثقافة الشعبية وعدم تهميشها.



