لقاء “أساطير الفن السوري” في موسم الرياض وسط خطاب الاستقطاب في سوريا

محمد سمير طحان – خاص مراسلين

في ظل تصاعد خطاب الكراهية والاستقطاب السياسي في سوريا، تبرز مناسبات تجمع الفنانين السوريين بوصفها فسحة نادرة تجمع أطيافاً فنية تندرج بين مواقف مختلفة من النظام السابق والثورة السورية، ما يعكس واقعًا معقدًا لفنّانين يُفرزون إلى موالين ومعارضين.
في هذا السياق، استضاف موسم الرياض 2025، برعاية تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، لقاء جمع نخبة من “أساطير الفن السوري” في العاصمة السعودية، حيث التقى الفنانين في حدث استمر لثلاث ساعات، وصفه آل الشيخ بأنه سيحمل مفاجآت قادمة، على الرغم من حدة الانقسامات السياسية والسوشال ميديا المشحونة بالخطابات الطائفية والسياسية.
شارك في اللقاء عشرات من أبرز الممثلين السوريين بينهم دريد لحّام، ياسر العظمة، منى واصف، صباح الجزائري، جمال سليمان، عباس النوري، أمل عرفة، تيم حسن، وغيرهم، وهو ما يعكس حضورًا واسعًا يضم أطيافًا متعددة سياسيًا وفنيًا.
وفي لفتة رمزية، تلقى آل الشيخ هدية تُعبّر عن التراث السوري الأصيل من الصانع الدمشقي فياض السيوفي، ممثلاً في السيف الدمشقي والنجدي، معبراً عن اعتزازه بهذه الهدية التي جاءته من “أهل سوريا الحبيبة”.
هذا اللقاء يأتي بينما تسود سورية توترات سياسية واجتماعية تُقسم المجتمع إلى معسكرات مهيمنة على الخطاب الثقافي والإعلامي، ويظل الفن السوري يعاني من محاولات الصنفرة بين مواطنين وموالين للثورة ونظام سابق، الأمر الذي يجعل مثل هذه اللقاءات فرصة نادرة لتجديد الروابط الثقافية والتاريخية.
تركي آل الشيخ أكد أن موسم الرياض سيحتفي بمحتوى فني شامّي “محبب عند الشعب السعودي” ودعا إلى تعزيز هذا الحضور كخطوة دعم واستقرار في ظل التجاذبات السياسية التي تشهدها المنطقة.
اللقاء في الرياض يعكس بشكل رمزي رغبة في تجاوز الانقسامات من خلال الفن، لكنه لا يخلو من دلالات الصراع السياسي الذي ينعكس على المشهد الثقافي، حيث يصعب فصل السياسة عن ألوان الانتماءات داخل المشهد السوري الفني.



