تنظيم معرض لدعم المشاريع الصغيرة في حلب

محمد الحسين – مراسلين
حلب – نظمت غرفة تجارة حلب فعالية واسعة شاركت فيها سيدات أعمال وأصحاب مشاريع صغيرة وعدد من الفرق والجمعيات الخيرية، وذلك داخل سوق خان الشونة الأثري في قلب المدينة القديمة، وجاءت هذه الفعالية ضمن أنشطة حملة “حلب ست الكل”، تحت شعار “الأنامل الحلبية”، حيث امتلأت أروقة الخان بعشرات المشاريع المحلية التي قدّمت منتجات يدوية وحرفية ومأكولات تراثية.
كما شهد المعرض حضور مبادرات نسائية وجمعيات مجتمعية عملت على عرض نماذج متنوعة من إنتاجها، بينما أضفت العروض الشرقية والمطبخ التراثي في ساحة الخان طابعاً احتفالياً يعكس هوية المدينة وحيويتها الثقافية.

فضاء يجمع التسويق بالثقافة
لم يكن المعرض مجرد سوق لعرض المنتجات فحسب، بل تحول إلى فضاء ثقافي واجتماعي نابض يعكس روح حلب وتاريخها، فقد أضفت العروض الشرقية والمطبخ التراثي المنتشر في ساحة الخان أجواء احتفالية أعادت إلى المكان حضوره القديم، ليشكل المعرض لوحة تجمع بين التراث والحداثة في آن واحد.
وبحسب القائمين على المعرض، تأتي هذه الفعالية ضمن حملة مستمرة تهدف إلى دعم دور المرأة في الاقتصاد المحلي، وتمكينها من تطوير مهاراتها والدخول بثقة إلى سوق العمل عبر مشاريع صغيرة تعتمد على الابتكار والخبرة الحرفية، ويؤكد المنظمون أن الحدث يفتح أمام المشاركات آفاقاً جديدة لعرض منتجاتهن وتعزيز حضورهن في المشهد الاقتصادي والاجتماعي للمدينة.

من جانبه أشار نائب رئيس غرفة تجارة حلب حسين عيسى إلى: “أن أهمية إقامة المعرض في هذا الخان التاريخي، لما تحمله جدرانه من ذاكرة ممتدة لقرون من الإبداع والتجارة”
واعتبر “عيسى”: “أن وجود مشاريع نسائية داخل هذا الصرح يخلق توازناً مميزاً بين التراث وروح العصر، ويظهر كيف يمكن للهوية الحلبية أن تتجدد عبر مبادرات اقتصادية محلية”.
وشدد “عيسى”: “على البعد الاستراتيجي للفعالية، مؤكداً أن اختيار خان الشونة يحمل رسالة واضحة بأن الإبداع الحلبي ليس طارئاً أو مؤقتاً، بل هو امتداد لإرث المدينة التجاري والثقافي، وأضاف أن غرفة التجارة تعمل على تنشيط الدورة الاقتصادية عبر دعم المشاريع الصغيرة، لكونها ركيزة أساسية في المجتمعات المحلية، ولفت إلى أن المرأة الحلبية، كانت وما تزال، أحد أعمدة الاقتصاد الأسري والمجتمعي، وأن تمكينها اقتصادياً يُعد استثماراً مباشراً في مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً للمدينة”.

وقد شهد المعرض حضوراً لافتاً لجمعيات محلية متعددة، الأمر الذي أتاح لعدد كبير من السيدات عرض مشغولاتهن الحرفية ومنتجاتهن الإبداعية، وإبراز مهاراتهن أمام الجمهور الحلبي، كما شكل المعرض منصة لتبادل الخبرات وتطوير العلاقات بين النساء العاملات في قطاع المشاريع الصغيرة.
بين حجارة خان الشونة العتيقة وأيادي النساء اللواتي حملن تراثهن إلى واجهة الضوء، تعود حلب تدريجياً إلى روحها، مدينة تصنع الجمال من ركام الوجع، وتعيد بناء ذاكرتها بحرفيين صغار وحالمين كثر، ومع كل مبادرة كهذه، يتأكد أن مستقبل المدينة سيكتب بأنامل أبنائها وبناتها، وأن طريق التعافي يبدأ من هنا، من قلب أسواقها القديمة وروحها التي لا تنطفئ.





