
شبكة مراسلين _ وكالات
و سقي الماء، وإرواء العطشان من بني الإنسان، وكذا الحيوان، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم في حَجة الوداع: “انْزِعُوا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلاَ أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ”، فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ. رواه مسلم.
فتبريد الأكباد، وإطفاء حرارة الظمآن، من أعظم الأبواب التي تقود إلى الجنة، ومن أسباب تكفير الآثام، وهو باب عظيم لإذهاب الأسقام، وبه تكون الصدقة جارية عن النفس والْوَالِدَيْنِ والْوِلْدَان.
هذا فضل سقي الماء، وتبريد الأكباد، بل إن أعظم ما ذكره الله في وصف الجنة إجراءُ الأنهار التي منها السِّقَاء والتلذذ، والشرب والإطعام، (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى) [محمد:15].
بل إن الله -عز وجل- عذَّب أهل النار بحرمانهم من الماء، (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) [الأعراف:50]، قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-: “وفي هذه الآية دليل على أن سقي الماء من أفضل الأعمال”.
فوائد سقي الماء
ومن فوائد سقي الماء، أَنَّه سببٌ لعلاج الأمراض، وشفاء الأسقام، بإذنه -سبحانه-، يقول ابن شقيق: “سمعت ابن المبارك وسأله رجلٌ عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سَبْعِ سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع بما أعطوه، فقال له ابن المبارك: اذهب فاحفر بئرًا في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ بإذن الله” أخرجه البيهقي في الشعب. فقد كان سقي الماء من هذا الرجل سببًا لشفائه بعد إذن الله -سبحانه وتعالى-.
وعلى المسلم أن يحذر أشد الحذر من البخل بالماء، أو منعه عمن يحتاجه، أو حبس فضل الماء عن زرع غيره، فإن فعل فإنه إذن من الآثمين، الموعودين بغضب رب العالمين، والمطرودين من رحمته التي وسعت كل شيء، يقول-صلى الله عليه وسلم-: “ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ -وذكر منهم- وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ فَضْلُ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ فَمَنَعَهُ مِنِ ابْنِ السَّبِيلِ” رواه البخاري.
وعند البخاري أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: “ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ -وذكر منهم- وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ، فَيَقُولُ اللَّهُ: الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ” متفق عليه.
كيف تنال ثواب سقي الماء؟
أولاً: السعي في حفر الآبار في الأماكن التي يحتاج إليها الناس
ثانياً: توفير المضخات لتنقية المياه لتكون صالحة للشرب .
ثالثاً: وضع الماء في المساجد، أو الأسواق، أو الطرق، وتعاهده، بل وعند البيوتز
رابعاً: حمل الماء في السيارة وتوزيعه على من يحتاجه.
خامساً: وضع البرادات في الأماكن العامة وتعاهدها بالماء الصالح.
سادساً: استغلال تجمعات الناس سواء في الحج أو العمرة، أو في المقابر أثناء دفن الأموات، أو في اللقاءات التي يحتاجون فيها إلى الماء فيسابق للسقاية.
سابعاً: وضع ماء في إناء للهوام والدواب، وللطير والكلاب، “ففِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ”.