اليوم المفتوح للمساجد في ألمانيا: «دين وأخلاق – الإيمان بوصلة الإنسانية»

سعيد محمد- مراسلين

في يوم الوحدة الألمانية، تتزامن الفعالية السنوية المعروفة بـ „Tag der offenen Moschee“ (يوم المسجد المفتوح) مع الاحتفال الوطني، حيث تفتح مئات المساجد في أنحاء ألمانيا أبوابها أمام الجمهور بغض النظر عن الخلفيات الدينية.

بدأت المبادرة في عام 1997 بدعوة أجراها المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا (ZMD)، تم لاحقًا تم تنظيمها بمشاركة أوسع من خلال مجلس التنسيق للمسلمين (KRM) . الاختيار المتعمد لتوقيت يوم المسجد المفتوح في يوم الوحدة الألمانية يرمز إلى رغبة المسلمين في التعبير عن كونهم جزءًا من المجتمع الألماني والمشاركة في الحوار العام.

تُعد المساجد في هذا اليوم أماكن للتلاقي والتبادل، حيث تُنظم جولات تعريفية، محاضرات، مناقشات مفتوحة، معارض ثقافية، أحيانًا مرافقة بتقديم شاي، قهوة، وحلويات تقليدية. الفكرة الأساسية: كسر الحواجز، تجاوز الصور النمطية، وتعزيز التفاهم بين المسلمين وغير المسلمين.

في عام 2025،تاتي الفعالية تحت شعار „Religion und Ethik – der Glaube als Kompass der Menschlichkeit“ أي «الدين والأخلاق – الإيمان بوصلة الإنسانية».

رغم التقدير الواسع للمبادرة، تواجه الفعالية بعض الانتقادات:
بعض الأصوات تعتبر أن عقد الفعالية في يوم الوحدة الألمانية قد يُنظر إليه على أنه استغلال سياسي للعيد الوطني.

ينتقد البعض أن اليوم المفتوح قد يظل فعالية رمزية إلّا أنه لا يضمن استمرارية الحوار أو التغيير الحقيقي في العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين.

يُشار إلى أن بعض المساجد قد لا تشارك في بعض المدن لأسباب متنوعة (لوجستية أو تنظيمية أو اعتراض داخلي).

من المتوقع أن يجذب هذا اليوم مئات الآلاف من الزائرين عبر ألمانيا، كما في السنوات الماضية، حيث سمح للناس بالتعرف إلى الجانب اليومي من العبادة الإسلامية والثقافة الإسلامية بعيدًا عن الخطاب الإعلامي أو السياسي.

كما يُنظر إلى هذا اليوم كفرصة لتعزيز التعايش، بناء الثقة، تقوية الحوار بين الأديان، والتأكيد على أن المساجد ليست معزولة داخل مجتمعاتها، بل جزء من النسيج المجتمعي الألماني.

في الختام، يُعد يوم المسجد المفتوح في 3 أكتوبر مبادرة متجذرة في السياق الألماني، تجمع بين الرمزية الوطنية والرسالة الاجتماعية والدينية، وتُجسد السعي نحو مزيد من الفهم المتبادل والتعايش في مجتمع متعدد الثقافات