ممدوح ساتي -مراسلين
اختتمت مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا أعمال قمة مجموعة العشرين (G20) يومي 22 و23 نوفمبر 2025، في حدث وصفته وسائل إعلام دولية بالتاريخي، كونه أول انعقاد للقمة على أرض القارة الأفريقية. وشهدت القمة مشاركة وفود من 42 دولة ومؤسسة دولية، في حين غابت الولايات المتحدة الأمريكية عن الاجتماع، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا.
غياب أمريكي لافت
قررت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقاطعة القمة، متذرعة بمزاعم عن اضطهاد حكومة جنوب أفريقيا للأقلية البيضاء، وهو ما رفضته بريتوريا رسميًا، وأكد الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا أن غياب واشنطن لن يؤثر على سير القمة أو مخرجاتها.
حضور قيادي عالمي
شهدت القمة حضور كبار قادة العالم، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، إضافة إلى ممثلين من مؤسسات دولية وإقليمية، لتعزيز التعاون والتنسيق حول التحديات العالمية.
مضامين إعلان جوهانسبرغ
اعتمد القادة إعلان القمة الذي ركّز على أولويات عدة:
السلام والأمن: دعم مسارات السلام العادل في أوكرانيا، السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية، والأراضي الفلسطينية المحتلة.
التنمية المستدامة والمناخ: تعزيز قدرات الدول النامية على مواجهة الكوارث المناخية، والتحول إلى الطاقة النظيفة.
إصلاح النظام المالي الدولي: مراجعة آليات الاقتراض الدولي بما يتيح للدول الفقيرة فرص تمويل عادلة وفعالة.
المعادن الإستراتيجية والطاقة: ضمان إدارة مستدامة للموارد الحيوية ومبادرات الطاقة النظيفة.
وأكد الإعلان على أهمية التعددية الدولية والتعاون العالمي كركيزة لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والبيئية، مع إبراز دور أفريقيا في صياغة السياسات الدولية.
أهمية القمة لأفريقيا
اعتبر محللون هذه القمة محطة فارقة لتعزيز دور القارة الأفريقية في صنع القرار العالمي، وتمكينها من طرح أولوياتها التنموية والسياسية على الساحة الدولية، وهو ما أكد عليه الرئيس رامافوسا، مشددًا على أن رئاسة جنوب أفريقيا لـG20 تمنح القارة منصة لتوسيع نفوذها في القرارات الاقتصادية والسياسية الكبرى.
بهذا، ختمت جوهانسبرغ أول قمة G20 على أرض أفريقيا، مسجلة حضورًا دبلوماسيًا غير مسبوق، رغم التحديات المرتبطة بالغياب الأمريكي، ومؤكدة على قدرة القارة على لعب دور محوري في النظام العالمي متعدد الأطراف.
