نساء تحت النار: المرأة الفلسطينية بين الصمود والخذلان الدولي

شبكة مراسلين
تقرير: سجى عبد المجيد شبانة
في فلسطين، لا تُعدّ المرأة مجرد شاهدة على الألم، بل هي صانعة للتاريخ، تقف في قلب العاصفة، تحمي الحياة في زمن الموت، وتُرَبّي الأمل في ظل الحصار. ومع كل قصفٍ ينهال على المنازل، وكل بابٍ يُقتلع في ليالي الخوف، تقف المرأة الفلسطينية شامخة رغم فقدانها، وأمومتها المجروحة، وحقوقها المنهكة.
الواقع اليومي: بين الأمومة والمقاومة
المرأة الفلسطينية في غزة، الضفة الغربية، والقدس، ليست فقط أمًّا، بل هي ممرضة، ومعلمة، وصانعة قرار في البيت والميدان. كثيرات منهن فقدن أزواجهن وأبنائهن، وتحمّلن عبء الإعالة والحماية في ظل انهيار البنى التحتية والمؤسسات.
في كل بيت فلسطيني حكاية أمّ: أم الشهيد، أم الأسير، أم المصاب، أو جميعهم معًا.
تقول “أم يزن” من غزة: “استشهد ابني الأول في العدوان، واعتُقل الثاني… لكن لا وقت للبكاء، فهناك أطفال جياع بحاجة إلى طعام، وأحياء مهدمة بحاجة إلى تنظيف.”
أرقام تفضح الواقع
- أكثر من 13,000 امرأة فلسطينية فقدن أزواجهن خلال السنوات الخمس الأخيرة.
- قرابة 10,000 سيدة يقمن بدور المعيل الوحيد لأسرهن تحت خط الفقر.
- ما يزيد عن 2,000 امرأة تعرضن لإصابات دائمة جراء الاستهداف المباشر.
- النساء يشكلن نحو 60% من النازحين داخليًا نتيجة الهجمات الأخيرة.
الصمت الدولي: ازدواجية المعايير
رغم صرخات الأمهات والثكالى، لم يُفعّل المجتمع الدولي أدوات الحماية الممنوحة للنساء بموجب اتفاقيات جنيف، ولا “قرار مجلس الأمن 1325” الذي ينص على حماية النساء في النزاعات المسلحة.
ويبقى التساؤل الصامت حاضرًا في عيون كل أم فلسطينية: كم من امرأة يجب أن تُفقد، حتى يتحرك الضمير الدولي؟
النضال الناعم: دور النساء في الحراك المدني
لا تقف المرأة الفلسطينية فقط على أبواب السجون والمستشفيات، بل تقود العمل الحقوقي والتنموي، وتواجه التضييق الأمني، والمنع من السفر، والاعتقال الإداري، لا لشيء سوى أنّها تطالب بحقها.
رغم التحديات، تُدرّس الشابة المقدسية “سلوى” الأطفال في خيمة بديلة عن المدرسة التي دُمّرت. تقول:
“نُعَلّم الحرف والكلمة كما نعلّم الصبر.”
الختام: صمود لا يُقهر وصوت لا يُطفأ
المرأة الفلسطينية ليست ضحية فقط، بل هي مقاومة بوجهٍ إنساني. صبرها لا يعني رضوخها، بل إيمانها أن الحرية قادمة. وما تحتاجه ليس الشفقة، بل التضامن الحقيقي، والحماية القانونية، والمحاسبة الدولية للمعتدين.