
شبكة مراسلين- بلومبرج
كشف الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أنه يُرجّح أن يكون لزيادة حدّة الجفاف التي تشهده قناة بنما “تأثير إيجابي بنحو كبير” على نشاط قناة السويس، وإن لم يُترجم حتى الآن نموّاً ملحوظاً بحركة الملاحة في القناة المصرية.
وأجبر الجفاف الشديد الذي ضرب قناة بنما بعض سفن الحاويات على تخفيف حمولتها، فضلاً عن دفع رسوم أعلى، مع توقع زيادة أُخرى في تكلفة شحن البضائع عبر القناة هذا الصيف، في حال تفاقم الجفاف.
وبحسب وكالة “بلومبرج” بدأت السفن الكبيرة العابرة للقناة الرابطة بين المحيطين الهادي والأطلسي تقليل الجزء الغاطس من بدنها في الماء، عن طريق تقليص حمولتها اعتباراً من أمس 24 مايو، على أن يلي ذلك خفض آخر بدءاً من 29 مايو، بحسب بيان صادر عن إدارة قناة بنما.
توقعات بارتفاع إيرادات قناة السويس 2023
كما أعلنت شركات كبرى في مجال الشحن البحري رسوماً إضافية على البضائع المشحونة عبر ذلك الممر المائي من أول يونيو على خلفية القيود التي فرضتها إدارة القناة.
وقال الفريق أسامة ربيع في تصريحات لوكالة “بلومبرج” اليوم الخميس، إنه من المحتمل أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تأخير السلع المنقولة عبر قناة بنما وزيادة تكاليف شحنها. ويمر بالقناة 5% من التجارة البحرية العالمية سنوياً.
وتتوقع مصر زيادة إيرادات قناة السويس إلى 8.8 مليار دولار في 2023.
وأكد ربيع على هامش منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، أنه في حال زادت حدّة الجفاف في قناة بنما، فالسفن ذات العمق الكبير ستتجه لقناة السويس؛ “وهذا سيكون تأثيره إيجابياً بالتأكيد”.
إلا أن ربيع لم يحدد العوائد الإضافية المحتملة، لكنه أشار إلى أن قناة السويس من المتوقع أن تصل إيراداتها هذا العام إلى 8.8 مليار دولار بزيادة 10% عن العام الماضي.
قناة بنما وتدنّي هطول الأمطار
وتعاني قناة بنما نقصاً في إمدادات المياه حتى قبل توسيعها في 2016، والذي سمح لسفن أكبر بكثير بالمرور فيها. وهي عادةً ما تطبّق بروتوكولاً لرسوم العبور وقيود الوزن مع اشتداد الجفاف.
وكان هطول الأمطار أقل من 50% من المعدل الطبيعي من فبراير إلى أبريل بالقرب من القناة والبحيرات التي تغذّيها.
وتماثل كمية الأمطار التي هطلت العام الحالي تلك التي هطلت في 2019، الذي كان أدنى مستوى لهطول الأمطار بالبلاد في عقدين، وفقاً لـ”إيفرستريم أناليتيكس” (Everstream Analytics).
وليس هناك ما يشير إلى حلول موسم الأمطار الذي يبدأ عادةً قبل الصيف. ومن المتوقّع أن يصل منسوب المياه في بحيرة غاتون، وهي الكبرى بين بحيرتين تغذّيان القناة، إلى أدنى مستوى له بحلول يوليو، مما يحدّ من الجزء الغاطس من السفن وكمية البضائع التي يمكن أن تحملها عبر قناة بنما.