أخبارثقافة وفن

الفرقة الوطنية للموسيقى العربية تعيد الحياة لدار الأوبرا السورية بعد انقطاع

محمد سمير طحان – دمشق – خاص مراسلين

بعد انقطاع لعدة أشهر عن الأمسيات الموسيقية ، عاد نبض الموسيقى ينبعث من جديد في دار الأوبرا السورية مساء الأمس، حيث احتفى حشد من جمهور العاصمة بعودة الفرقة الوطنية للموسيقى العربية إلى خشبة المسرح، في أمسية استثنائية قادها المايسترو عدنان فتح الله، الذي أضفى على الحفل روحاً متجددة من الشغف والحيوية.

كان المشهد مشبعاً بالعاطفة، تلاحقت الأنغام وكأنها تعانق أفق السماء، وشاهد الجمهور تلاقحاً رائعاً بين أصوات الآلات الموسيقية وحيوية العازفين الذين بدت عليهم علامات الفرح والامتنان للقاء الجمهور من جديد. ، وعادت الأنغام لتروي حكاية وطن ينبض بالحياة رغم كل التحديات، وتحمل رسالة إنسانية بامتياز، تنبض بالحب والسلام وتقارب القلوب.

افتتح الحفل بقطعة “سماعي عجم عشيران” لأمير البزق محمد عبد الكريم، فأشعلت الحواس، تلتها جولات موسيقية أخذت الحضور في رحلة بين أزقة التراث العربي الساحرة وألوان الحداثة التعبيرية، على وقع موشحات عمر البطش والمايسترو عدنان أبو الشامات، وألحان رموز الفن العربي خالد فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب.

لم تغب الألحان الشرقية الأصيلة عن البرنامج، مع لونغا “حجاز كار” لوانيس وارطانيان، و”لونغا فرحفزا” لرياض السنباطي، إلى جانب وصلات تراثية سورية أصيلة. وخُتمت السهرة بدبكة رقم 1 من تأليف المايسترو عدنان فتح الله، التي أشعلت حماسة الجمهور وخلقت تواصلاً نابضاً بين الجميع، ملأت القاعة بسحر الموسيقى وجمال اللحظة.

في حديث خاص لشبكة مراسلين، عبّر المايسترو فتح الله عن فرحته العميقة بعودة الفرق إلى مسرح الأوبرا، ووصف اللحظة بأنها ليست مجرد حفل موسيقي بل احتفال بشغف امتد منذ الطفولة حتى بلغ ذروته في الاحتراف. أكد أن هذا الحفل يحمل رسالة جامعة للجميع، تؤكد للموسيقى دورها الجوهري في بناء الثقافة والتراث السوري العريق، وأنها لغة تضامنية لا تعرف حدوداً.

ورسم فتح الله صورة للحضور المنهمر بالحيوية والطاقة، مشيراً إلى أن القاعة امتلأت عن آخرها، لتشهد على تعطش الجمهور لكل ما هو جديد وراقي في عالم الفن والموسيقى. وأكد على أهمية استمرار هذه الفعاليات بحضور منتظم وانفتاح متواصل على تجارب العالم، لتكون الموسيقى جسر تواصل بين سوريا والعالم، في مواجهة سنوات من العزلة والتحديات.

انطلقت الأنغام من جديد في دار الأوبرا السورية كرمز للعودة إلى الحياة، ورفعت سقف التوقعات لما يعايشه المشهد الثقافي السوري اليوم، من زخم فني وإبداعي يمهد الطريق لمستقبل مشرق يعيد للموسيقى مكانتها كعنصر جوهري في بناء الإنسان والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews