بيئة ومناختقارير و تحقيقاتسلايدر

صور..من بينها حي السيدة زينب وشارع بورسعيد.. مناطق بالقاهرة لن تصدق أن النيل كان يمر بها

كتبت – فاطمة محمد

يعد نهر النيل هو أحد مظاهر ارتباط المصريين بهذا النهر من خلال علاقة خاصة دامت لآلاف السنين، وانعكست تغيراته على حياتهم من حيث الزراعة والصناعة والبيئة، وأخذ النيل مسارات مختلفة عبر العصور، وتغيرت الملامح الجغرافية للعديد من المناطق بسبب روافد النيل، خاصة وقت الفيضان، ومرت القاهرة بالعديد من التحولات التي أحدثتها فيضانات النيل على مر التاريخ.

مناطق مر منها النيل بالقاهرة

و انحسرت مياه النيل عن كثير من المناطق والشوارع التى لا يتصور الأجيال الحالية أنها كانت محلا لجريان النيل وتواجدت فيها مياهه، ومن بين هذه المناطق حي السيدة زينب حينما أحدث فيضان النيل عام 688 ميلادية وطرح النهر أرضا جديدة يمر منها النيل ويحولها إلى مستنقعات وبرك مائية.

ومن بين هذه المناطق التي مر منها النيل 941 ميلادية حينما طرح النهر أرضا جديدة تقع بين تقاطع شارع التحرير وشارع محمد فريد وسط البلد وبين جامع الطيبى، وكان مصير هذه الأراضى مجهولا، فإما أن يأكلها ماء النهر ويغرقها أو يزيد من طميه ويقويها، وساعد على تكوين العديد من البرك فضلا عن تحويلات مجرى النهر.

وتسبب الفيضان في إضافة مساحة جديدة للقاهرة تتمثل فى المنطقة التى يمر فيها اليوم شارع محمود بسيونى وشارع شامبليون ومنطقة معروف بوسط البلد، حيث كان يمر بهعا أحد أذرع النيل أيضا، بالإضافة إلى جامع سليمان باشا الفرنساوى بشارع كورنيش النيل وبين النقطة التي يتلاقى فيها شارع مريت باشا بشارع رمسيس الحالى.

وفي فيضانات 1281 امتد النيل بمنطقة بولاق بأكملها وجزء من منطقة الأزبكية وضمت أيضا منطقة ميدان رمسيس وأرض السيالة وشارع جزيرة بدران ومنطقة شبرا حاليًا.

شارع الخليج المعروف بشارع بورسعيد والقلعة

حسب الراحل رشدى سعيد فى كتابه «نهر النيل» أن دلتا النيل كانت تتكون من سبعة فروع، قبل أن تستقر عند فرعين فقط دمياط ورشيد، ولكن نهر النيل نفسه غيّر مجراه فى القاهرة إلى العديد من المرات وأن معظم أراضى القاهرة الحديثة كانت تحت مياه نهر النيل، ومناطق الجيزة والدقى والعجوزة بما فيها شارع مراد وحديقة الحيوان والأورمان وشرق الدقى والعجوزة وشارع الجيزة والنيل، كانت تقع كلها شرق مجرى النيل الحالى، وفي القرن السابع عشر كانت بعض المناطق مثل قصر عابدين وميدان رمسيس والأزبكية والسيدة زينب كانت تغمرها كلها مياه النهر.

وعندما تولى إسماعيل باشا عرش مصر 1863 كان تعداد القاهرة قد بلغ 270 ألف نسمة وكانت كل الأحياء التى تمتد من منطقة القلعة وتنتهى حدودها الغربية عند مدافن الأزبكية وميدان العتبة والمناصرة يفصلها عن النيل مجموعة من البرك والمستنقعات والمقابر والتلال ما جعل إسماعيل يفكر فى ثورة عمرانية وإقامة القاهرة الإسماعيلية على تلك الأراضى.

و ظهرت أيضًا فروع ضخمة بنيت على شواطئها القصور القديمة والمنتزهات بزراعات حولها وأشهرها شارع بورسعيد الحالى بالسيدة زينب والذى كان معروفًا بالخليج المصرى، حتى أمر الخديو عباس حلمى الثانى بردم هذا الخليج.

وكان الخليج المصرى الذى كان يدخل فى السيدة زينب من منطقة فم الخليج بمجرى العيون حاليًا أقدم مجرى مائى تم حفره، وتذكر بعض الكتابات أنه يعود لعصر الفراعنة، حين اتصل النيل بالبحر الأحمر فى عهد سنوسرت الثالث قبل أن يُردم مرة أخرى، ويُحفر من جديد فى عهد عمرو بن العاص.

وبلغ طول الخليج نحو 46.20 كم، وخمسة إلى خمسة عشر مترًا وكانت البيوت تطل عليه مباشرة.

لكن فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى عندما قرر ردم الخليج نهائيًا تم ردم الأرض وسار فيها الترام، الذى كان يصل ما بين غمرة وباب الشعرية والسيدة زينب وشارع مدرسة الطب، وتحول إلى شارع عمومى أطلق عليه اسم شارع بورسعيد.

وشارع بورسعيد من أطول شوارع القاهرة يبدأ من السيدة زينب ويمُر بأحياء؛ الهياتم، درب الجماميز، الحلمية، بركة الفيل، الحبانّية، عابدين، باب الخلق، الغورية، المناصرة، الأزهر، الموسكى، خان الخليلى، باب الشعرية، الظاهر، السكاكينى، غمرة، مهمشة، وينتهى عند الزاوية الحمراء، وهو نفس مسار الخليج القديم.

ويَذكر الرحالة الإنجليزى«ديزموند ستيوارت» أن نهر النيل كان يشق قلب القاهرة إلى مطلع هذا القرن ليسير في اتجاه شارع الموسكي، والعتبة قادمًا من شارع محمد فريد حاليًا بما يضفى على المنازل المطلة عليه مدينة جديرة بأن تُسمى «بندقية الشرق».

كما أن مياه النيل كانت تصل منطقة الأهرامات التى ظلت لقرون مجرى معروفًا لنهر النيل، وقديمًا كان يقوم الفراعنة بنقل الأحجار التي يتم من خلالها بناء الأهرامات عبر السفن.

ومنذ ما يقرب من 200 عام مضت كان شارع الهرم مجرى مائيًا يتفرع من نهر النيل بما حوله من أراضٍ زراعية، وفى عام 1869 أمر الخديو إسماعيل بتمهيد الشارع استعدادًا لاستقبال ملوك ورؤساء دول العالم لحضور افتتاح قناة السويس؛ خصوصًا أن أوچينى إمبراطورة فرنسا، كانت قد طلبت زيارة الأهرامات.

وفي سنة 1915 تم رد أجزاء من ترعة شارع الهرم، ومع زيادة حركة السيارات، تم تغيير طريق آخر على يسار ترام كان يمر بتلك المنطقة بدلا من الترعة، بحيث يكون الطريق فى الناحية اليمنى للسيارات القادمة من الجيزة والناحية اليسرى للسيارات العائدة إليها ووقع منتصف الطريق خط الترام.

وتعرض مكتبة نيويورك صورًا تم التقاطها عام 1861 لمنطقة الأهرامات الثلاثة حينما كان يمر من أمامها فرع النيل، إضافة كذلك إلى مناطق أخرى كان يشقها.

ومن أهم الأحياء التى كان النيل يعبر من خلال أراضيها منطقة الزمالك.

وفى عام 1877 قد تم حفر المجرى الحالى وتحولت المنطقة إلى جزيرة الزمالك.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews