حسام الغمري يقفز من مركب الإخوان.. لماذا يهاجمهم الآن؟ ولماذا كان يروج لأفكارهم؟

ما بين اتهامات الأمس بالعمالة لجماعة الإخوان والترويج لأفكارهم، وما بين اتهامات اليوم من قبل أعضاء جماعة الإخوان أنفسهم بأنه عميل للأجهزة الأمنية، برز اسم حسام الغمري مجددا، كأحدث تريندات الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهوره الأخير على صفحته الشخصية، ليهاجم جماعة الإخوان وأفكارهم، بعدما كان يدافع عنهم بالأمس، ويروج لأفكارهم، ويتبنى دعواتهم .
وكانت السلطات التركية قد قامت باحتجاز حسام الغمري، بسبب تحريضه ضد مصر، والتورط في الإدلاء بمعلومات تمسّ الأمن التركي لجهات خارجية، بتمرير معلومات عن الأكراد في تركيا وعن حزب العمال الكردستاني لجهات غير تركية، وهي التهمة التي لم تصل إلى درجة التخابر والتجسس، وهي أقل من الاتهام بالإرهاب، لكنها تهمة خطيرة لمواطن يحمل جنسية دولة أجنبية ويقيم بصورة استثنائية على الأراضي التركية”.
وأفرجت السلطات التركية عن حسام الغمري، وقامت بترحيله إلى دولة أجنبية، وحتى الآن لم يتم معرفة هذه الدولة التي تم ترحيله إليها، في الوقت الذي يرجح البعض إنها دولة البرازيل.
وخرج حسام الغمري ليهاجم جماعة الإخوان وينتقد أفكارهم، ويطعن في فكر حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي شن بسببه أعضاء جماعة الإخوان هجوما حادا عليه، واتهموه بالعمالة للأجهزة الأمنية، كما اعتبروه نموذج أخر مشابه للناشط المسيحي رامي جان الذي انقلب على الإخوان في وقت سابق وعاد مرة أخرى إلى مصر.
الغمري مثير للجدل
ظهرت مشاكل الغمري بعد إيقاف برنامجه “رؤية” الذي يقدّمه على فضائية “الشرق” المملوكة للسياسي المقيم في تركيا أيمن نور في إسطنبول؛ بسبب تعمده إحراج تركيا مع مصر.
وبدأت مشاكل حسام الغمري بشكل فعلي، عندما حرض على شاشة الشرق وعلى صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، المصريين على النزول في 11 نوفمبر الماضي.
ورغم صدور تعليمات واضحة من الدولة التركية بعدم التورط في دعوات للفوضى والتظاهر بمصر، إلا أن الغمري طالب في نهاية أكتوبر، جماعة الإخوان بإجراء تجربة التظاهر عقب مباراة السوبر بين الأهلي والزمالك، مستغلًا احتشاد الجماهير لمشاهدة المباراة في المقاهي.
واعتبر الغمري أن هذه المظاهرات ستكون شرارةً للفوضى التي ستقع في 11/11 (دعوات أطلقها الإخوان على وسائل التواصل الاجتماعي للتظاهر).
وعقب تلك الدعوة ألقي القبض عليه، ولكن أفرج عنه سريعًا بعد وساطة الإخواني سيف عبدالفتاح الذي عمل مستشارا للرئيس الراحل والسابق محمد مرسي.
غير أن الغمري لم يلتزم بتعهداته وارتكب عدة أخطاء في حق السلطات التركية بإفشاء معلومات عن الأكراد لجهة غير تركية، فتم توقيفه واحتجازه مجددًا، إلى أن أفرج عنه، بشرط أن يغادر تركيا في الحال.
معركة كلامية بسبب الهجوم على حسن البنا
اندلعت حرب كلامية بين حسام الغمري، وعناصر جماعة الاخوان بعد اتهام الغمري لمؤسس الإخوان حسن البنا بالاستبداد و وصف الاخوان بأنه ينقلبون على من يتحالف معهم.
،وقال حسام الغمري بأنه هاجم الناصريين وهاجم أنصار الرئيس الراحل السادات وهاجم أنصار الرئيس الراحل حسني مبارك، ولم يتعرض للهجوم عليه مثلما تعرض عندما هاجم فكر جماعة الإخوان ومؤسس الجماعة حسن البنا.
وبدأ الغمري في نشر سلسلة من التدوينات عبر مواقع التواصل الإجتماعي والفيديوهات التي تطعن في جماعة الإخوان، في الخارج وما ألحقته بالشباب، متهما لها بأنها جماعة مزيفة وأكد أن الإخوان لا يقبلون أي نقد، وسيتثبت لمن لديه ذرة عقل مدى ازدواجية الفكر الإخواني وخطأ التموضع الذي كان سببًا في صعوبات ما زالت تعاني منها الأوطان حتى يومنا هذا.
وأوضح الغمري، أن جميع تصرفات جماعة الإخوان، مُبررة لديهم كما ألهمهم حسن البنا الذي لطالما امتدح الملك فاروق في مقالاته ووصف عرشه بالمقدس حين كان يتلقى دعماً مالياً من القصر حتى كبرت دعوته ولاحت قوته فخانه وانقلب عليه، إضافة إلى كتابته مقاله الشهير “ليسوا إخوان وليسوا مسلمين” التي تبرأ فيها من التنظيم الخاص الذي أسسه كي ينجو برأسه بعد اغتيال النقراشي ولم يهتم أو يُفكر في صدمة الشباب الذين صدقوه وآمنوا بفكرته.
وقال الغمري إن الإخوان يعتقدون أنهم وحدهم الذين يعملون إعادة مملكة السماء ومن أجل ذلك يحق لهم فعل كل ما يحلو لهم وهذا جزء من المصيبة، منوهًا بأن أفكارهم وأساليبهم في الخارج أدت إلى انتشار الإلحاد بين شبابهم في تركيا.
وأوضح الغمري، أن الجماعة وأنصارها ولجانها الإلكترونية، لم يستوعبوا أن رجلًا عاش على مقربة منهم كشف زيف فكرتهم وضلال عقيدتهم، مشيرًا إلى أن أفكار الجماعة خطر على الإسلام بسبب ضلال مسئوليهم، إذ يهربون كالعادة بإلقاء تهم التخوين والتشكيك واغتيال الشخصيات معنويًا دون رد مقنع.
ونوّه الغمري، إلى أن أتباع البنا يقولون في تباهي أن فكرته تنتشر الآن في 72 دولة كدليل على نفعها وبركتها، مؤكدًا أن هذا منطق أوهن من بيوت العنكبوت، مؤكدًا أن منذ تأسيس الجماعة مرت بـ90 عامًا من الخيبات وليس من نشر الأفكار كما يدعي الإخوان وأنصار البنا.