الطاقة الشمسية في سوريا.. رفاهية أم احتياج؟

شبكة مراسلين
تقرير: مصطفى حاج سلوم
في ظل استمرار أزمة الكهرباء التي تعيشها سوريا منذ أكثر من عقد وتصاعد ساعات التقنين في مختلف المحافظات تتزايد التساؤلات حول الطاقة الشمسية: هل هي رفاهية للأغنياء أم ضرورة حيوية لكل منزل ومؤسسة؟
واقع الطاقة في سوريا
يعاني السوريون يوميا من انقطاعات كهربائية طويلة تصل أحيانا إلى 15 ساعة في بعض المناطق ومناطق اخرى لا تصل أبدا ما يؤثر على مختلف جوانب الحياة من تشغيل الأجهزة المنزلية إلى الأعمال التجارية والصحية والتعليمية.
هذا الواقع دفع الكثيرين للبحث عن بدائل وعلى رأسها الطاقة الشمسية التي باتت حلاً جذاباً من حيث الاستمرارية والاعتماد على مصدر طبيعي متجدد خصوصا في بلد يتمتع بوفرة الإشعاع الشمسي على مدار العام.
الطاقة الشمسية بين الكلفة والضرورة
ورغم أن تركيب منظومة طاقة شمسية (ألواح، بطاريات، انفرتر) يمثل عبئا ماديا قد يصل إلى عدة ملايين ليرة سورية إلا أن الكثيرين باتوا يعتبرونها استثمارا طويل الأمد يقيهم متاعب انقطاع الكهرباء وتكاليف المولدات أو الوقود.
ويقول علي بلال المصطفى خبير في مجال الطاقة البديلة:
“الطلب على الطاقة الشمسية ازداد بشكل كبير بعد تحرير سوريا ولم يعد مقتصرا على الطبقة الميسورة هناك توجه عام نحو شراء أنظمة صغيرة بحسب الحاجة والإمكانات وهذا يعكس تحول الطاقة الشمسية من رفاهية إلى حاجة معيشية”
تحديات في وجه التوسع
رغم الإقبال المتزايد تواجه الطاقة الشمسية في سوريا عدة تحديات أبرزها:
• ارتفاع أسعار المعدات نتيجة العقوبات وصعوبة الاستيراد.
• ضعف الدعم الحكومي وعدم وجود تسهيلات ائتمانية كافية للأسر محدودة الدخل.
• نقص الكفاءات الفنية في بعض المناطق لتركيب وصيانة الأنظمة.
بين الحاجة والسياسة
في ظل هذه الظروف لا يمكن اعتبار الطاقة الشمسية ترف بل أصبحت أداة للبقاء بالنسبة لكثير من السوريين. فالأسرة التي تعتمد على الطاقة الشمسية لتبريد دواء أو تشغيل مضخة مياه أو تدفئة غرفة لا تسعى وراء رفاهية بل وراء الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
ويرى اقتصاديون وتجار المنظومات الشمسية أن دعم الحكومة لمشاريع الطاقة المتجددة سواء عبر الإعفاءات الجمركية أو القروض المدعومة أو إطلاق مبادرات مجتمعية يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في جعل الطاقة الشمسية متاحة للجميع وليس فقط لمن يستطيع دفع ثمنها نقدا