رافعات في سماء فلسطين: امرأة من جبل المكبر ترفع اسم بلدها عاليًا

شبكة مراسلين
تقرير: مروة محاميد

مروة حسين مشاهرة، سيدة فلسطينية تبلغ من العمر 31 عامًا، وهي أم وزوجة لطفل اسمه حسن وتنحدر من قرية جبل المكبر. تعتبر مروة مثالًا للمرأة الطموحة والمكافحة، حيث استطاعت أن تتجاوز الصعوبات والتحديات والعادات والتقاليد لتصل إلى ما هي عليه اليوم.

مروة في مواجهة تحديات الحياة
• محنة تغير المسار

حادثة عام 2011 كانت نقطة تحول جذرية في حياة مروة، التي كانت تبلغ من العمر عشرين عامًا آنذاك. فقد تعرض زوجها محمد لحادث سير أفقده القدرة على الحركة بشكل كامل.
وبعد عام تقريبًا قضاها في المستشفى، عادت مروة إلى المنزل لتواجه واقعًا جديدًا. وبإصرار وعزيمة، قامت بتجهيز المنزل بما يتناسب مع احتياجات زوجها وتعلمت كيفية التعامل مع حالته، متأقلمة مع الظروف الجديدة بكل صبر وتفانٍ.

• نحو التمكين والنجاح

عام 2019 شكل بداية مرحلة جديدة في حياة مروة. اتجهت نحو اكتساب المعرفة والمهارات، حيث تعلمت لتصبح أخصائية تغذية ومدربة رياضية. وقد لاقى هذا التوجه إقبالًا واسعًا من مختلف الفئات العمرية، حيث وصل عدد المنتسبات إلى حوالي 500 سيدة.

ولا تزال مروة حتى اليوم تعمل كأخصائية تغذية عبر الإنترنت، بالإضافة إلى كونها لاعبة كيك بوكس حائزة على الميدالية الذهبية. كما تحمل شهادة غوص تخولها لتقديم ورش تدريبية تصل إلى عمق 40 مترًا.

شهد عام 2021 انطلاقة أخرى لمروة، حيث حصلت على رخص قيادة متنوعة تشمل الشحن والباص والدراجة النارية، لتتغلب بذلك على مخاوفها من هذه المركبات من خلال تعلم قيادتها.

واليوم، تعمل مروة كعاملة رافعة بناء منذ ثلاث سنوات، وتُعرف بأنها أول امرأة فلسطينية تعمل في هذا المجال. تتطلب طبيعة عملها الصعود يوميًا إلى ارتفاع يقارب 100 درجة لتأمين مصدر رزقها. وقد وصل تفانيها في العمل إلى حد إنشاء غرفة خاصة بها على الرافعة، مجهزة بمطبخ وديكورات وجميع وسائل الراحة التي تحتاجها.

وبعد توفيق الله ودعمه، كان زوجها أبو الحسن هو السند والداعم الدائم لها، حيث استمر في تشجيعها على المضي قدمًا وتحقيق أهدافها وممارسة ما تحب، متجاوزًا بذلك بعض العادات والتقاليد.

جبل المكبر: نبذة تاريخية وجغرافية

• جبل المكبر هي قرية فلسطينية تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس.
• سُميت بهذا الاسم نسبة إلى تكبير الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند وصوله إلى القدس.
• يتمتع جبل المكبر بموقع استراتيجي يطل على القدس والمسجد الأقصى.
• شهدت المنطقة أول هبوط لطائرة في القدس عام 1912.
• كان قصر المندوب السامي في جبل المكبر مقرًا للأمم المتحدة لفترة.
• خلال حرب 1967، استخدمه الجيش الأردني كموقع عسكري.
• يُعرف سكانها بمقاومة الاحتلال، وقد أقيم جدار الفصل العنصري ومستوطنات على أراضيها.
• إداريًا، تعتبر جزءًا من القدس.
• يتكون سكانها من عدة عشائر.
• يشتهر جبل المكبر والسواحرة بوجود أدباء وشعراء.
• يوجد فيها نادي كرة قدم باسمها يلعب في الدوري الفلسطيني الممتاز.
• جبل المكبر، بتاريخه وموقعه، جزء مهم من القدس وله رمزية خاصة.

«لما تكسرك الظروف، تصير قوتك الداخلية هي كل ما تملكيه، فتتعلمي كيف تسندي حالك بحالك، وما تستني عطف من أحد، تصيري مجبورة، تكوني قوية، ليس لإنك بدك، بس لأن هالمجتمع ما يرحم الضعيف.»

“وبعد كل هذا، انهضي! اخرجي للعالم واعملي، واسعي لإعالة بيتك وعائلتك بكل فخر واعتزاز. لا يوجد عيب في أن تتجهي لأي عمل ترينه مناسبًا لكِ، حتى لو كان يُنظر إليه على أنه ‘عمل للرجال’، طالما أنكِ تتقنينه وتهوينه. قوتكِ تكمن في قدرتكِ على التحدي والإبداع في أي ميدان تختارينه. كوني المرأة التي تسند نفسها وتسند عائلتها، فالمجتمع يحترم القوة والعزيمة التي تنبع من داخلكِ.”