
سلط تقرير لوكالة “رويترز” الضوء على الخيارات المتاحة أمام المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا “إيكواس”وحلفائها من رافضي الانقلاب.
ويأتي في المقدمة سيناريو التدخل العسكري المباشر، لكن -حسب خبراء- ثمة عوائق أبرزها انقسام دول إيكواس، والمخاوف من التحول إلى صراع طويل الأمد ينعكس على استقرار المنطقة كلها، لا النيجر وحدها.
وفي المقابل، يُتوقع أن يؤثر عدم التدخل على مصداقية المنظمة الأفريقية التي أكدت في وقت سابق أنها وضعت خطة للتدخل في النيجر.
ويشير السيناريو الثاني إلى تدخل قوة برية محدودة تستولي على المواقع المهمة، وتحرر الرئيس المحتجز محمد بازوم بدعم استخباري غربي.
ووفقا لرويترز، يرى مراقبون هذا الخيار واقعيا، لكنه قد يصطدم برد شعبي غاضب بالنظر لحجم المظاهرات التي خرجت في النيجر تأييدا للانقلاب.
ويتوقع محللون مختصون أيضا اللجوء لانقلاب مضاد -بوصفه ثالث السيناريوهات- استغلالا للتنوع العرقي الواسع في النيجر، فضلا عن الانقسام الذي يلاحظه محللون أمنيون بين القوات المسلحة في النيجر.
ويتمثل الخيار الرابع في الإبقاء على العقوبات الاقتصادية مع استمرار المطالبة بعودة الحكم المدني بعد الانتخابات.
وتكمن مخاطر هذا السيناريو في التخوف من تزايد تراجع النيجر اقتصاديا، مما قد يرجح أكثر كفة قادة الانقلاب.
وفي هذا السياق، قالت شركة “فيريسك مابلكروفت” لاستشارات المخاطر إن من شأن استخدام إيكواس للقوة أن يؤدي لتفاقم الاضطرابات في واحدة من أفقر مناطق العالم، مما يجعل مثل هذا التدخل مستبعدا.
وفي مذكرة، قال محلل الشؤون الأفريقية لدى الشركة بن هانتر إن “التكتل (إيكواس) يدرك أن التدخل العسكري سيكون مكلفا للغاية، مع عدم وجود ضمان للنجاح على المدى البعيد، فضلا عن وجود احتمال كبير بتحول الموقف إلى حرب إقليمية”.
وأضاف هانتر “هذا ليس في مصلحة دول المنطقة على الإطلاق”.
في غضون ذلك، أعلنت واشنطن وباريس -اللتان تحتفظان بقوات في النيجر- دعمهما مساعي إيكواس لإنهاء الانقلاب في النيجر، لكنهما لم تؤيدا علنا تدخلا عسكريا محتملا من قبل إيكواس.
ورغم ذلك قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن عودة الرئيس المعزول محمد بازوم للسلطة أمر حتمي، حسب تعبيره.
وأضاف بلينكن أنه على اتصال وثيق مع بازوم ومع العديد من القادة الأفارقة لاستعادة النظام الدستوري في البلاد.
وكانت المبعوثة الأمريكية إلى النيجر فيكتوريا نولاند قالت إنها التقت الحكام الجدد في النيجر، من دون أن تلتقي قائد الانقلاب عبد الرحمن تياني أو الرئيس المحتجز محمد بازوم، مضيفة أنها أرادت أن توضح لقادة الانقلاب تأثير عدم استعادة الديمقراطية على العلاقة مع واشنطن.