أخبارتركياسياسةعربي و دولي

إردوغان يعلن مرحلة “إنهاء الإرهاب” مع بدء نزع سلاح حزب العمال الكردستاني

شبكة مراسلين
بقلم : وليد حسين شهاب

في تصريح تاريخي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده دخلت مرحلة “إنهاء الإرهاب” بعد 37 عاماً من الصراع مع حزب العمال الكردستاني، وذلك مع بدء المسلحين الكرد بتسليم أسلحتهم في كردستان العراق. جاء ذلك خلال كلمته في الاجتماع التشاوري الـ32 لحزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث وصف اللحظة بأنها “تحول استراتيجي” ينهي حقبة طويلة من العنف.

وأكد إردوغان أن تركيا “أغلقت منذ أمس صفحة مؤلمة من تاريخها”، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز جاء نتيجة جهود متواصلة على مدى 32 عاماً قادها حزبه والحكومة التركية. وأضاف: “لقد أصبحت بلادنا اليوم أقوى مما كانت عليه، ونحن عازمون على معالجة كل القضايا العالقة مع المكونات الكردية والعلوية وغيرها عبر الحوار وليس السلاح.

توجه نحو الحلول السياسية

في إشارة إلى مرحلة ما بعد النزاع المسلح، شدد الرئيس التركي على أن أنقرة ستتعامل مع الملف الكردي عبر “أدوات السياسة”، معتبراً أن نزع السلاح خطوة أولى نحو مصالحة وطنية شاملة. وقال: “سنواصل بناء تركيا الجديدة بعيداً عن منطق العنف، ولن نسمح بإهدار دماء أبنائنا مرة أخرى.

ويأتي هذا الإعلان بعد أشهر من المفاوضات السرية التي قادتها أجهزة الاستخبارات التركية مع قيادات كردية في شمال العراق، وفقاً لمصادر مطلعة. كما تزامن مع تصاعد الضغوط الدولية على الحزب الكردستاني، الذي صنفته أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي تنظيماً إرهابياً.

ردود فعل متباينة

فيما رحب قطاع واسع من الرأي العام التركي بإعلان إردوغان، عبر نشطاء كرد عن شكوكهم حول نوايا الحكومة، مطالبين بضمانات عملية لحقوقهم الثقافية والسياسية. من جهتها، دعت المعارضة إلى “التريث” ووصفت الخطوة بأنها “مسرحية انتخابية” تسبق الاستحقاقات المحلية المقبلة.

على الأرض، لا تزال التفاصيل العملية لعملية نزع السلاح غامضة، خاصة فيما يتعلق بمصير المقاتلين الكرد وآلية إدماجهم. كما ينتظر المراقبون تحركات الجيش التركي الذي يحتفظ بقوات كبيرة على حدود العراق وسوريا.

مستقبل العلاقات مع الأكراد

إذا نجحت هذه العملية، فقد تشكل منعطفاً في العلاقة بين الدولة التركية والمكون الكردي، الذي يشكل نحو 20% من السكان. لكن خبراء يحذرون من أن “التجارب السابقة أثبتت أن حل الملف الكردي يتطلب أكثر من مجرد نزع سلاح”، في إشارة إلى ضرورة إصلاحات دستورية وقانونية تعترف بالهوية الكردية. اليوم، وبعد عقود من العمليات العسكرية التي خلفت آلاف القتلى، يبدو أن تركيا تقف على أعتاب مرحلة جديدة… لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل يكون السلام هذه المرة أقوى من الحرب؟

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews