من حفر الآبار إلى تشييد المستشفيات: ثمار التعاون السعودي الموريتاني

محمد محمود الشيباني/ نواكشوط -موريتانيا
شهدت العاصمة نواكشوط توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون جديدة بين موريتانيا والصندوق السعودي للتنمية وقد شملت قطاعات حيوية تتعلق بالصحة والمياه والتنمية الريفية، وهو ما يعكس توجهاً استراتيجياً نحو تحسين البنية التحتية وتعزيز الخدمات الأساسية في موريتانيا.
ففي القطاع الصحي، تم التوقيع على إتفاق لبناء مستشفى جامعي متكامل في نواكشوط بطاقة استيعابية تتجاوز 300 سرير، حيث ينتظر أن يشكل المشروع إضافة نوعية للمنشآت الصحية من خلال توفير خدمات علاجية متطورة وتكوين الكوادر المحلية، مع تحديد فترة زمنية تقارب 34 شهراً لإكمال الأشغال. ويأتي هذا الاستثمار الصحي في سياق دعم سياسات الحكومة الموريتانية الهادفة إلى تعزيز قدرات النظام الصحي وضمان الولوج إلى خدمات علاجية ذات جودة عالية.
أما في مجال المياه، فقد تم توقيع اتفاقية لتزويد مدينة كيفه، الواقعة شرق البلاد، بالمياه الصالحة للشرب عبر مشروع ضخم تبلغ قيمته 100 مليون دولار. ومن شأن هذا الإنجاز أن يوفر خدمة حيوية لأكثر من نصف مليون نسمة، وهو ما سيساهم في تحسين ظروفهم المعيشية ودعم التنمية المحلية في واحدة من أكثر المناطق حاجة لمصادر المياه المستدامة.
كما شملت الاتفاقيات برنامجاً يهدف إلى حفر نحو 40 بئراً في عدد من القرى الريفية النائية، مع تجهيزها بأنظمة ضخ تعمل بالطاقة الشمسية وخزانات علوية وشبكات توزيع حديثة، وذلك بقيمة 6 ملايين دولار. ويشكل هذا المشروع خطوة عملية نحو تحقيق التنمية الريفية المستدامة، وتقليص معاناة السكان في الحصول على المياه.
وقد أكد الجانب الموريتاني على أن هذه الاتفاقيات تعكس عمق العلاقات التي تربط نواكشوط والرياض، وتشهد على التزام مشترك بتعزيز التعاون الثنائي بما يخدم أهداف التنمية المستدامة ويدعم مشاريع البنية التحتية الحيوية، بما يعزز فرص النمو الاقتصادي ويحسن الخدمات الأساسية لصالح المجتمع.