
مع تصاعد الأوضاع مجددًا في المنطقة بعد استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمواقع يمنية ردًا على الهجمات التي نفذها الحوثيون، ازدادت المخاوف في مصر من التأثيرات السلبية على حركة قناة السويس التي تعاني من تراجع إيراداتها منذ بداية التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل والحوثيين.
الأمر الذي يؤثر سلبيا على قناة السويس، التي تُعتبر أحد مصادر الدخل القومي لمصر. وتزداد الأمور تفاقما مع استمرار هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر على السفن المتجهة إلى إسرائيل.
وتشير المعلومات الرسمية إلى أن قناة السويس خسرت أكثر من 60% من عائداتها مقارنة بعام 2023، أي ما يعادل حوالي سبعة مليارات دولار، وهي خسائر في عام 2024.
وفي محاولة لتقييم الوضع والبحث عن حلول لهذه الأزمة، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتماعا مع أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، لبحث تأثير الأوضاع الإقليمية على الحركة الملاحية في القناة.
وفي ظل تفاقم الأوضاع بسبب استهداف المقاتلات الإسرائيلية لمطار صنعاء الدولي، يرى المراقبون أن الوضع هذه المرة يبدو مختلفا. حيث يتوقع المتخصصون في الاقتصاد أن يكون التأثير السلبي كبيرا على حركة السفن من باب المندب إلى الشمال، سواء كانت متجهة نحو الشمال أو الجنوب، مما يزيد من تقليص إيرادات قناة السويس بشكل أكبر.
ومن هنا، ترى مصر ضرورة حشد الجهود الدولية واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء هذا التصعيد، الذي يؤدي بدوره إلى عواقب وخيمة، ومن بينها الأزمة في سوريا بعد سقوط بشار الأسد.
و لم تعلن مصر عن أي تواصل رسمي مع القيادة الجديدة في سوريا، لكنها حددت موقفها منذ سقوط نظام الأسد. حيث أجرت وزارة الخارجية المصرية، بقيادة الوزير بدر عبد العاطي، اتصالات مع العديد من الأطراف الدولية والإقليمية، وأكدت خلالها موقف مصر الداعم لاستقرار سوريا ورفض المساس بسيادتها أو تقسيمها.
كما شددت على أهمية تدشين عملية سياسية شاملة تضم جميع مكونات المجتمع السوري لتحقيق مصالحة وطنية وضمان نجاح العملية الانتقالية.
كما أدانت القاهرة بشدة الاعتداءات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في سوريا، واعتبرت ذلك خرقا للقانون الدولي وانتهاكا لاتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الذي وُقع في عام 1974.
و أفادت بعض وسائل الإعلام بأن وزير الخارجية بدر عبد العاطي قد يزور سوريا قريبا لعقد لقاء مع أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، لكن مصادر رسمية نفت هذه الأنباء.
من جهته، أعلن وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد حسن الشيباني، أن القيادة السورية الجديدة تتطلع إلى بناء علاقات استراتيجية هامة مع مصر، مؤكدا احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شؤونهما. وهذه التصريحات تُعد أولى التصريحات العلنية له منذ توليه منصبه بشأن العلاقات مع مصر.