المسكوت عنه في قضية عبد الرحمن القرضاوي.. هل يتم تسليمه لمصر؟ ولماذا يهاجمه عمرو أديب؟

مازالت تداعيات توقيف الشاعر عبدالرحمن القرضاوي، من قبل السلطات اللبنانية في مطار بيروت، خلال عودته من سوريا، تسيطر على منصات التواصل الاجتماعي، بعد انتهاء التحقيق مع نجل القرضاوي بطلب من الإمارات، وانتظار نتيجة التحقيقات في مذكرة أخرى بطلب من السلطات المصرية، لتسليمه أو الإفراج عنه.
وكانت قد أوقفت السلطات اللبنانية الشاعر والناشط المصري المعارض، عبد الرحمن القرضاوي، نجل العلامة الراحل يوسف القرضاوي، بناء على مذكرة توقيف صادرة عن السلطات المصرية والإماراتية، في إطار حكم قضائي يقضي بسجنه لمدة 3 سنوات.
ويحمل عبد الرحمن القرضاوي، الجنسية التركية، فضلا عن كونه كان يحمل الجنسية القطرية منذ الصغر نظرا لحياة أبيه الشيخ يوسف القرضاوي في قطر وحمله للجنسية القطرية.
ودخل عبد الرحمن القرضاوي لبنان أولا عبر مطار بيروت الدولي قادما من تركيا، ثم توجه إلى منطقة المصنع الحدودية ومنها إلى سوريا، وفي أثناء عودته من سوريا إلى لبنان تم توقيفه عند معبر المصنع.
وقالت السلطات اللبنانية إن التوقيف تم في البداية بناء على مذكرة من الإنتربول، إلا أنه تبين لاحقا أنها مذكرة مؤقتة صادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب، وبعد توقيفه، جرى تحويل عبد الرحمن القرضاوي إلى قصر العدل في بيروت لاستكمال الإجراءات القانونية.
و أفاد محامي نجل القرضاوي بأن مدعي عام التمييز أبلغه بوجود حكم غيابي ضد القرضاوي في مصر، إضافة إلى طلب توقيف من الإمارات بسبب فيديو في ساحة المسجد الأموي، حرض فيه على الثورة ضد الأنظمة العربية ممثلة في (الإمارات والسعودية ومصر)، و أحال مدعي عام التمييز الملف إلى المباحث المركزية للتحقيق، على أن يتم استكمال الإجراءات بعد وصول طلب الاسترداد الرسمي من مصر.
وأشار المحامي إلى أن المباحث المركزية حققت مع القرضاوي وأخذت إفادته، وتم إبلاغه بأن توقيفه مرتبط بحكم غيابي في مصر “بتهمة نشر بيانات كاذبة ومقالات إعلامية وأشعار أدبية عام 2017، بالإضافة إلى شكوى من الإمارات بسبب الفيديو المذكور”.
وأوضح المحامي أن الإجراءات القانونية تقضي بأن يُبدي المدعي العام رأيه لكنه ليس ملزما، حيث يعود القرار النهائي لمجلس الوزراء برئاسة نجيب ميقاتي.
وأكد المحامي أن لبنان لديه اتفاقية تبادل مع مصر، لكنها تمنع تسليم المطلوبين بسبب مواقفهم السياسية بموجب المادة 26، كما أن المادة الرابعة من اتفاقية جامعة الدول العربية تمنع تسليم المعارضين السياسيين، بالإضافة إلى ذلك يلتزم لبنان باتفاقية مناهضة التعذيب، التي تحظر تسليم أي شخص قد يواجه خطر التعذيب.
وأوضح أن عبد الرحمن القرضاوي صدر بحقه حكم غيابي بالسجن لمدة 3 سنوات في مصر بسبب مواقفه المعارضة، في حين قضت شقيقته علا 4 سنوات في الحبس الانفرادي، ولا يزال صهره موقوفًا حتى الآن.
هل يتم تسليم عبد الرحمن القرضاوي؟
في السياق ذاته، تقول بعض الإشارات السياسية أن هناك موانع تمنع تسليم عبد الرحمن القرضاوي لمصر أو الإمارات، أهمها حمل نجل القرضاوي للجنسيتين القطرية والتركية، فضلا عن أن هناك تدخلات من جهات رسمية من الدولتين اللتين يحمل جنسيتهما تعمل على منع تسليم نجل القرضاوي، خاصة وأن عبد الرحمن يحمل الجنسية التركية ودخل لبنان بجواز تركي، على إثر ذلك تواصلت السفارة التركية مع السلطات اللبنانية، مطالبة باحترام الاتفاقيات الدولية وحماية القرضاوي باعتباره معارضا سياسيا.
كما نوهت السفارة التركية بالإشارة إلى تقديم كتاب للنيابة العامة التمييزية يحمّلها مسؤولية حماية عبد الرحمن من أي خطر، وشدد على ضرورة توفير الحماية الكاملة له.
كما أن استجواب عبد الرحمن القرضاوي تم في ملف دولة الإمارات فقط، أما بالنسبة للملف المصري طالب لبنان بالحصول على النسخة الأصلية من التحقيقات والأحكام القضائية، وتم تأجيل استجوابه بشأن هذا الملف.
فضلا عن الضغوط التي يواجهها لبنان، فإن تم تسليم القرضاوي فسيواجه لبنان مشكلة مع تركيا التي تتابع هذا الملف بشكل مكثف، حيث تعتبر أن حياة القرضاوي ستكون في خطر إذا تم تسليمه، أما إذا لم يتم التسليم فقد يترتب على ذلك مشكلة مع مصر والإمارات، ولبنان يحاول تجنب هذه المشاكل ولكن في النهاية يجب أن تتخذ الحكومة اللبنانية قرارها وتحمل تبعاته.
عائلة القرضاوي
ويحظى عبد الرحمن القرضاوي بدعم أخر غير حمله للجنسية التركية والقطرية، نظرا لكونه ابن العلامة المصري الراحل الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، فضلا عن أن شقيق عبد الرحمن سفير في دولة أوروبية وهو السفير أسامة بن يوسف القرضاوي سفير دولة قطر لدى رومانيا، بالإضافة إلى أن شقيقة عبد الرحمن كانت معتقلة في مصر لفترة كيبيرة وهي علا عبد الرحمن القرضاوي.
و طمأن وزير العدل اللبناني الأسبق، إبراهيم نجار، أن المسار الذي ستسلكه قضية القرضاوي سيكون مسارا قانونيا صرفا.
وأكد نجار أن “النيابة العامة التمييزية ملتزمة بتطبيق القانون اللبناني، والقانون يتمتع بأحكام واضحة وصريحة، ومن المؤكد أن قضية القرضاوي تُعالج بناءً على دراسة شاملة ودقيقة لجميع الجوانب القانونية والمتعلقة بهذه الملاحقة”، وأضاف “لبنان ليس دولة تُدار بطريقة عشوائية بل هو بلد يحكمه القانون حتى في ظل حالة الدولة المتعثرة”.
سر عداء عمرو أديب
ويحظى عبد الرحمن القرضاوي بعداء شديد من الإعلامي عمرو أديب المحسوب على نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، نظرا لصدام بعيد حدث في حلقة كان يستضيفه بها خلال عمله في قناة اليوم، ورفض نجل القرضاوي المقدمة التي أعدها معدو البرنامج عنه ووصفه بقطري الجنسية، وهو ما كان يمثل ضغطا وغضبا في الوقت نفسه لعبد الرحمن القرضاوي، ما جعله يدخل في مشاجرة مع عمرو أديب، انسحب في نهايتها من البرنامج .
بل استغل عمرو أديب خلاف عبد الرحمن القرضاوي مع زوجته، واستضافها في برنامج الحكاية، لتقوم بالهجوم على زوجها، واتهامه باتهامات مختلفة بدءا من تعذيبها وحبسها في المنزل، وحتى الطعن في العائلة بأكملها.
وقال الإعلامي عمرو أديب، تعليقا على القبض على عبد الرحمن القرضاوي في لبنان، “فيه ضغط تركي على لبنان للإفراج عنه”.
وأضاف أديب، خلال تقديمه برنامج “الحكاية”، على قناة “إم بي سي مصر”: “هل الأتراك هيضغطوا للإفراج عن عبدالرحمن يوسف القرضاوي بعد ما غلط في مصر والسعودية والامارات.. لو افرجوا عنه والله ما هسكت”.
وتابع: “انتوا مش متخيلين الكلام اللي اتقال على مصر والسعودية والامارات لدرجة ان السوريين هاجموه”.