عربي و دولي

صحيفة إيرانية تنتقد بشدة رسالة بزشكيان لولي العهد السعودي قبيل زيارته لواشنطن

علي زم – مراسلين

طهران- في افتتاحية لاذعة بصحيفة كيهان الإيرانية، اعتبر حسين شريعتمداري أن الرسالة الأخيرة للرئيس الإيراني إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تكشف عن «ازدواجية الأدوار» من قبل بعض المقربين من الحكومة الإيرانية، مؤكدًا أن تيارًا محددًا هو الذي اقترح إرسال الرسالة وفي الوقت نفسه روّج للشائعات حول “وساطة مزعومة بين إيران والولايات المتحدة”.

وعقب إرسال رسالة الرئيس الإيراني إلى ولي العهد السعودي وما أثارته من جدل واسع حول مضمونها، نشر شريعتمداري، مدير صحيفة كيهان المتشددة والمقربة من مكتب المرشد الأعلى الإيرانية، افتتاحية ترجمتها ميدل ايست نيوز، حذر فيها من «ازدواجية الأدوار» من قبل بعض التيارات السياسية، مشيراً إلى أن هذا التحذير موجه بشكل مباشر إلى الرئيس نفسه.

وفي بداية افتتاحيته، ذكر شريعتمداري أنه قبل أسبوعين كتب بزشكيان رسالة موجهة إلى محمد بن سلمان، وسلمها رئيس منظمة الحج والزيارة إلى السلطات السعودية. وأوضح أن مضمون الرسالة كان مطابقاً تماماً لما أعلنته وزارة الخارجية: «الرسالة تتضمن شكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية للسعودية على الخدمات المقدمة للحجاج الإيرانيين خلال موسم الحج الماضي، وأهمية استمرار التعاون والتنسيق لضمان نجاح موسم الحج الحالي».

وأشار شريعتمداري إلى أن السلطات السعودية أدرجت نفس المضمون في تقاريرها الرسمية.

وفي جزء آخر من افتتاحيته، اتهم شريعتمداري وسائل الإعلام التابعة للإصلاحيين بأنها عمدت، عبر نشر خبر «بزشكيان يطالب بوساطة سعودية بين إيران والولايات المتحدة»، إلى توجيه المناخ السياسي في البلاد نحو مسار آخر. وكتب: «فور نشر هذا الخبر، قامت المواقع والصحف التابعة لما يُسمّى بالإصلاحيين بتضخيم الخبر وبحماس شديد وعناوين كبيرة، معلنة أن السيد بزشکیان طلب في هذه الرسالة من محمد بن سلمان أن يتوسط بين إيران والولايات المتحدة… ورغم نفي وزارة الخارجية ومنظمة الحج والزيارة لهذا الخبر، استمروا في نشر هذه الأكاذيب بلا توقف».

وأشار شريعتمداري إلى الخلفية المتوترة للعلاقات بين إيران والولايات المتحدة، قائلاً: «لا توجد أي عملية تفاوضية بين إيران والولايات المتحدة… والتفاوض مع طرف يفاخر بالتعدي العسكري ويسعى لفرض مطالبه ليس له أي مبرر منطقي».

وتابع بالانتقاد من توقيت إرسال الرسالة الذي وصفه بأنه «غير مبرر»، وكتب: «رسالة الشكر للخدمات السعودية في الحج أُرسلت في أواخر شهر جمادى الأولى وبداية جمادى الثانية، في حين مضى على موسم الحج الماضي 5 أشهر، ولم يتبق سوى 6 أشهر على بدء موسم الحج الحالي».

ورأى أن إرسال الرسالة في هذا التوقيت وليس في نهاية موسم الحج أو قبيل الموسم التالي يطرح سؤالاً جدياً يجب الإجابة عليه.

وخاطب شريعتمداري الرئيس الإيراني قائلاً: «هل تستبعد أن يكون الذين اقترحوا إرسال رسالة الشكر إلى بن سلمان في هذا التوقيت غير المبرر هم أنفسهم الذين نشروا شائعة طلبكم من بن سلمان للوساطة؟! بمعنى آخر، هل تستبعد أن يكون تيار معين (وبالطبع مشكوك بأمره) متورطاً في كلا الطرفين ولعب أدواراً مزدوجة؟!»

واختتم شريعتمداري بالتأكيد: «بعض الذين نشروا الشائعات والأكاذيب حول مضمون الرسالة، موجودون إلى جانبكم وبالقرب الشديد منكم! فلتلقِ نظرة فاحصة!»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews