إطلاق مسرحية “عودة باب الحارة” بدمشق لإحياء المسرح الجماهيري السوري

محمد سمير طحان- دمشق- خاص مراسلين
إطلاق العمل المسرحي الجديد في أجواء فنية وتراثية
شهد مطعم “قصر كيوان” في دمشق مساء اليوم الثلاثاء 23 أيلول، حفل إطلاق مسرحية “عودة باب الحارة” التي تنتجها شركة “بيراميدز” بإشراف المنتج المصري محمد الشريف.
تخلل الحفل استقبال الضيوف بالعراضة الشامية والعزف على آلة الفلوت، وعُرض برومو تعريفي عن مسيرة الشركة، إضافة إلى كلمات ترحيبية ومقابلات صحفية مع فريق العمل قبل أن يختتم الأمسية حفل العشاء وتقطيع الكيك.
ستُعرض المسرحية على خشبة دار الأوبرا بدمشق منتصف الشهر المقبل لتشكل باكورة أعمال إنتاجية عربية بلمسة سورية – مصرية.
بداية لتعاون عربي يعيد للمسرح بريقه
اوضح المنتج المصري الشريف في تصريح خاص لشبكة مراسلين أن شركته التي بدأت نشاطها منذ عام 1995 قدّمت أعمالاً سينمائية ومسرحيات عديدة بالتعاون مع فنانين عالميين وعرب، مشيراً إلى أن “عودة باب الحارة” تمثل تجربة جديدة في سوريا تهدف للتواصل مع الجمهور السوري والعربي.
وقال: “هدفنا أن ننطلق من دمشق لتقديم العمل في مختلف الدول العربية. تلقينا طلبات من دول خليجية وعربية لاستضافة العروض، وهذا يؤكد تعطش الجمهور لهذا النوع من الإنتاجات مبيناً أن الرهان في النهاية على أن تصل رسالة المسرحية لكل بيت عربي.”
مزيج بين الماضي والحاضر برسائل هادفة
أشار مؤلف العمل مروان قاووق إلى أن المسرحية “تقدم مزيجاً بين الحاضر والماضي، ضمن حكايات يغلب عليها الطابع الكوميدي، لكنها في العمق تحمل رسائل اجتماعية ووطنية ومحبة وتوعية”. وأكد أن العمل يضم شخصيات مألوفة للناس بأسلوب جديد يتضمن العديد من المفاجآت على خشبة المسرح.
إعادة الاعتبار للمسرح التجاري السوري
أوضح مخرج العمل صفوان مصطفى نعمو أن التجربة تسعى إلى إعادة الضوء على المسرح التجاري وتحريك الجمهور لدعمه.
واعتبر أن العرض ينطلق من دمشق لكنه مفتوح لتقديمه في دول عربية أخرى، مشدداً على أن العمل ليس نسخة مسرحية من مسلسل “باب الحارة”، بل يقدّم مقاربة جديدة بروح كوميدية تستعيد طابع المسرح الشعبي.
نجوم العمل: المسرح فرصة لإعادة التواصل مع الجمهور
ووصفت الفنانة روبين عيسى مشاركتها بأنها “عودة بعد غياب سنوات عن المسرح”، مؤكدة أن المسرحية تمثل “مادة فانتازية قريبة من الناس، تسعى لتقديم المسرح التجاري بجودة تحترم الجمهور”.
رأت الفنانة أمية ملص أن المسرحية “تتيح استعادة حيوية الحضور المسرحي الذي يتيح للفنان التواصل المباشر مع الجمهور”، معتبرة أن العمل العربي المشترك يعزز التبادل الفني بين دول المنطقة.
اما الفنان رضوان قنطار الذي يؤدي شخصية الحكواتي، قال: “أطمح أن أقدم الدور بروح جديدة تضيف لما رآه الجمهور سابقاً، والخيارات الجماهيرية تؤكد حاجة الناس لعودة البسمة عبر المسرح.”
بدوره الفنان سمير شماط اعتبر أن إعادة شخصية “فتحي” من الشاشة إلى خشبة المسرح “تجربة مميزة في إطار المسرح الشعبي القريب من كل الفئات الاجتماعية”، موضحاً أن النص الجديد يطور هذه الشخصية نحو بعد كوميدي مختلف.
عودة فنية تحمل بعداً عربياً.
رافق الحفل حضور واسع من الفنانين وضيوف الإعلام والثقافة، وسط أجواء جمعت بين الطابع التراثي والجماهيري.
“عودة باب الحارة” بما تحمله من رمزية للذاكرة الشعبية، تعكس انفتاح الإنتاج المسرحي السوري على أشكال التعاون العربي، وتعيد التأكيد على مكانة دمشق كإحدى الحاضنات الأساسية للفنون الحية في المنطقة.


