ماذا يحدث في سوريا؟..الشرع يدعو “فلول” النظام السابق إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم

دعا رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، “فلول النظام السابق” إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم قبل “فوات الأوان”، مشيراً إلى أن هذه “الفلول” سعت لاختبار سوريا الجديدة “التي يجهلونها”.
وطالب الشرع قوى الجيش والأمن في سوريا بـ “حماية المدنيين”، وعدم السماح لأحد بـ “التجاوز والمبالغة في رد الفعل”.
وتوعد الشرع بالاستمرار في “ملاحقة فلول النظام السابق” وتقديمهم للمحاكمة، والاستمرار في حصر السلاح في يد الدولة.
كما تعهد الشرع بمحاسبة “كل من يتجاوز على المدنيين العزل”، مشدداً على أن أهالي الساحل السوري جزء من مسؤولية الدولة، ومؤكداً أن الدولة “ستبقى ضامنة للسلم الأهلي ولن تسمح بالمساس به”.
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهم فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان، عناصر تتبع لوزارة الدفاع والأمن الداخلي بـ”إعدام” 162 مدنياً، الجمعة، بينهم نساء ، في مناطق تواجد الأقلية العلوية المؤيدة للرئيس السوري المعزول بشار الأسد.
كما وجه المرصد نداءً عاجلاً إلى السلطات السورية في دمشق، لمحاسبة المتورطين من عناصر الأمن والدفاع، الذين نفذوا عمليات “الإعدام الميداني”، مشدداً على أن الإفلات من العقاب، يشجع على تكرار الجرائم في المستقبل، ما يهدد الاستقرار السياسي والمجتمعي في سوريا ما بعد سقوط الاسد.
وكانت وزارة الدفاع السورية قد ذكرت في وقت سابق، إن قواتها حققت تقدماً ميدانياً سريعاً وأعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت هجمات ضد القوات الأمنية في الساحل السوري، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المتحدث باسم الوزارة.
وأضافت الوزارة أن قواتها قامت بتنفيذ عمليات تطويق محكمة، ما أدى إلى تضييق الخناق على من تبقى من المسلحين.
وقالت وكالة الأنباء السورية، إن قوات من وزارة الدفاع السورية دخلت مدينة طرطوس دعماً لقوات إدارة الأمن العام ضد “فلول ميليشيات الأسد”، على حد وصفها.
وتأتي هذه التطورات بعد أن دارت اشتباكات يوم الخميس، بين قوات الأمن السوري ومسلحين يوصفون بأنهم موالون لنظام الرئيس المعزول بشار الأسد، في محافظة اللاذقية شمال غربي البلاد، وأدت الاشتباكات وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى سقوط نحو 95 قتيلاً بينهم 50 من قوات الأمن السوري، إضافة إلى 142 مدنياً قتلوا في “إعدامات ميدانية”.
واندلعت الاشتباكات على إثر تعرض مجموعات من القوات الأمنية السورية لكمائن في منطقة الساحل السوري، كان أبرزها كمين قرب قرية بيت عانا بمحافظة اللاذقية.
ما الذي يحدث في سوريا ومناطق الساحل السوري؟
وقال مسؤولون أمنيون سوريون، إن الهجمات كانت “مدروسة ومعدة مسبقاً”، حيث استهدفت المجموعات المسلحة عدة نقاط وحواجز أمنية، إضافة إلى دوريات في منطقة جبلة وريفها، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمنية.
وأعلنت السلطات فرض حظر التجول يومها في مدينتيْ طرطوس واللاذقية، وذلك في ظل استمرار العمليات الأمنية، لملاحقة “فلول النظام البائد”، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري لبي بي سي.
وقال رئيس الاستخبارات العامة في سوريا، أنس خطاب، إن من وصفهم بـ “ضعاف النفوس والمجرمين” استغلوا الظروف لمحاولة ضرب “الوجه الجديد لسوريا” خلال الفترة التي أعقبت سقوط نظام الأسد، وأشار إلى أن قيادات عسكرية وأمنية سابقة تتبع لـ “النظام البائد” تقف وراء التخطيط والتدبير لهذه الجرائم، على حد قوله.
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان أنباء متداولة عن أن ضابطاً في الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري خلال فترة النظام السابق، ويدعى غياث دلا، هو الذي يقود المعارك ضد قوات الأمن السورية في الساحل.
وأضاف المرصد أن غياث دلا هو “من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم حرب ضد الإنسانية في عهد نظام بشار الأسد”.
وتداولت وسائل إعلام سورية صورة لدلا، مشيرة إلى بيان منسوب إليه تحدث فيه عن نيته للتفاوض.