«قطر جيت»: فضيحة تهدد مستقبل «نتنياهو» السياسي

شبكة مراسلين
تقرير: محمد خلاف
تواجه دولة الاحتلال أزمة سياسية جديدة تُعرف بفضيحة “قطر جيت” تهدد مستقبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورغم محاولاته التقليل من أهمية القضية، إلا أن حجم التداعيات السياسية والقانونية يجعل تجاوزها أمرًا بالغ الصعوبة.
ومع تصاعد الغضب الشعبي واستمرار التغطية الإعلامية المكثفة، يبدو أن مستقبل نتنياهو السياسي بات على المحك أكثر من أي وقت مضى.
تفاصيل فضيحة قطر جيت
بدأت الأزمة بعد الكشف عن تورط مستشارين مقربين من نتنياهو، هما يوناتان أوريش وإيلي فيلدشتاين، في تلقي أموال من قطر عبر جماعات ضغط أميركية.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن هذه الأموال استُخدمت لتعزيز النفوذ القطري داخل إسرائيل، خاصة خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وقد اعتقلت الشرطة المستشارين، مما أضاف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد السياسي.
قطر ودورها في الوساطة
لطالما لعبت قطر دورًا أساسيًا في الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، حيث قدمت مساعدات مالية لقطاع غزة تحت إشراف تل أبيب. لكن بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تغيرت المعادلة السياسية داخل إسرائيل، وبدأت أصوات تطالب بإعادة تقييم العلاقة مع قطر.
وتأتي “قطر غيت” لتُفاقم هذا الجدل، حيث ينظر إليها العديد من الإسرائيليين كدليل على تواطؤ غير معلن بين نتنياهو والدوحة.
تراجع الثقة الشعبية في حكومة نتنياهو
تُسلط هذه القضية الضوء على تراجع ثقة الجمهور الإسرائيلي بحكومة نتنياهو، التي تواجه انتقادات واسعة بسبب سوء إدارتها للأزمة الأمنية والسياسية بعد 7 أكتوبر. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجعًا حادًا في شعبية نتنياهو، مع تصاعد الدعوات لاستقالته من قبل شخصيات بارزة داخل اليمين الإسرائيلي نفسه.
ردود فعل نتنياهو وحكومته
رغم أن نتنياهو لم يُدرج رسميًا ضمن قائمة المتهمين، إلا أن التحقيقات أظهرت أن مكتبه كان على علم بأنشطة المستشارين المعتقلين.
وقد نفى نتنياهو أي صلة له بالفضيحة، معتبرًا أن التحقيقات “مسيّسة” وتهدف إلى تقويض حكومته. وقال في بيان رسمي: “هذه محاولة يائسة من المعارضة ووسائل الإعلام اليسارية لتشويه سمعتي عبر اتهامات لا أساس لها”.
كما تحاول الحكومة التقليل من خطورة القضية باستخدام مصطلحات مثل “قانوني لكنه مريب” في المناقشات العامة.
تأثيرات داخل حزب الليكود
داخل حزب الليكود، لم تكن ردود الفعل موحدة. أبدى بعض المسؤولين قلقهم من أن الفضيحة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار داخل الحزب، خاصة مع وجود تحقيقات أخرى تتعلق بشبهات فساد تحيط بنتنياهو.
وقال مسؤول بارز في الحزب لصحيفة هآرتس: “ما يحدث خطير جدًا. هذه ليست مجرد اتهامات عابرة، بل قد تكون الضربة القاضية لنتنياهو في ظل التوتر الشعبي المستمر”.
الاحتجاجات الشعبية والضغوط الدولية
تزايدت الاحتجاجات في تل أبيب والقدس خلال الأسابيع الأخيرة، حيث رفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل نتنياهو بسبب ما وصفوه بـ”فشله في إدارة البلاد أمنيًا وسياسيًا”.
من ناحية أخرى، قد تؤثر الفضيحة على علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة، حيث تُعتبر واشنطن طرفًا رئيسيًا في التنسيق مع قطر بشأن الأوضاع في غزة. وقد تزايدت الدعوات داخل الكونغرس الأميركي لمراجعة العلاقات مع الدوحة، في ظل الاتهامات الموجهة لها بتمويل جماعات متشددة.
مستقبل نتنياهو السياسي
مع استمرار التحقيقات، يواجه نتنياهو تحديات متزايدة ليس فقط من المعارضة، بل من داخل معسكره السياسي. ويرى محللون أن خصومه قد يستغلون هذه الفضيحة لدفعه نحو الاستقالة، خصوصًا إذا ما تراكمت الأدلة ضده.
وتشير مصادر قضائية إلى أن النيابة العامة تدرس توسيع التحقيق ليشمل مسؤولين آخرين داخل مكتب رئيس الوزراء، مما قد يفتح الباب أمام تطورات سياسية غير متوقعة.