أخبارتقارير و تحقيقاتسياسةعربي و دولي

خيوط الصراع الخفي بين واشنطن وطهران في دهاليز عُمان السرية

شبكة مراسلين

تقرير: وليد شهاب قصاص

في قاعة مغلقة بفندق جراند حياة مسقط، حيث تلتقي الجغرافيا بالتاريخ والسياسة، تتناثر أوراق الملف النووي الإيراني على طاولة مستديرة يجلس حولها أطراف يحملون عقوداً من العداء وربما مستقبلاً من المصالح المشتركة.
الوفد الأمريكي يقوده المبعوث الخاص ريتشارد جونز، بينما الجانب الإيراني يرأسه نائب وزير الخارجية علي باقري، وفي الزاوية يجلس الوسيط العُماني السفير خالد البوسعيدي، الذي يحاول نسج خيوط التوافق من خيوط التناقض.

المشهد يبدو مألوفاً لمن تابع الملف النووي الإيراني على مدى العقدين الماضيين، لكن التفاصيل الداخلية التي حصل عليها مراسلنا من مصادر داخل الوفدين تكشف عن معطيات جديدة وخطيرة.

المطالب الأمريكية

تصر واشنطن على أربع نقاط أساسية: وقف تخصيب اليورانيوم عند نسبة ٣.٦٧ بالمئة، وتفكيك أجهزة الطرد المركزي المتطورة، والسماح بتفتيش مفاجئ للمواقع المشبوهة، ووقف دعم المجموعات المسلحة في المنطقة.

شروط المرشد الإيراني

في المقابل، قدم الوفد الإيراني وثيقة موقعة من مكتب المرشد الأعلى تضم المطالب الإيرانية: رفع جميع العقوبات الاقتصادية فوراً، وضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق مستقبلاً، وإقرار بحق إيران في التكنولوجيا النووية السلمية، ووقف الهجمات الإلكترونية على المنشآت النووية.

الورقة العُمانية السرية

كشفت مصادرنا عن وجود وثيقة سرية يطلق عليها اسم “ورقة مسقط”، تتضمن مقترحات وسطى: تخفيض تدريجي لمستويات التخصيب مقابل رفع متدرج للعقوبات، وإنشاء صندوق دولي لتعويض ضحايا العقوبات، وتشكيل لجنة تفتيش مشتركة بين الوكالة الدولية وعدد من الخبراء من دول غير غربية، وضمانات أمنية متبادلة.

لعبة الزمن

المفاوضات تدور حول جدول زمني حساس. فالولايات المتحدة تريد اتفاقاً سريعاً قبل الانتخابات الرئاسية، بينما إيران تفضل التمهل حتى تغيير الإدارة الأمريكية، وفقاً لمحللين سياسيين.

سيناريوهات متوقعة

الخبراء الذين استطلعنا آراءهم يرون ثلاث احتمالات: اتفاق محدود يسمح بتهدئة مؤقتة، أو انفجار المفاوضات وعودة التصعيد، أو استمرار المفاوضات لشهور مع تجميد الوضع الراهن.

خلف الكواليس

المفاوضات النووية تخفي صراعاً أعمق على النفوذ الإقليمي. فإيران تريد الاعتراف بدورها كلاعب رئيسي في المنطقة، بينما الولايات المتحدة تسعى لإبقائها تحت الحصار، وفقاً لخبراء الشؤون الاستراتيجية.

شهادات نادرة

وأكد دبلوماسي أوروبي شارك في جولات سابقة، قال إن “المفاوضات هذه المرة مختلفة، لأن الطرفين يدركان أن الخيار العسكري سيكون كارثياً على الجميع”.

المفاجآت المحتملة

مصادر مطلعة أشارت إلى احتمال حدوث تبادل أسرى أو إطلاق سراح أموال إيرانية مجمدة كبادرة حسن نية.

السيناريو الأسوأ

تحذيرات عسكرية من الجانبين تلوح في الأفق، حيث أجرت إيران مؤخراً مناورات بصواريخ بعيدة المدى، بينما نشرت الولايات المتحدة حاملة طائرات في الخليج.

الخاتمة: الساعة تدق

العالم يترقب ما سيخرج من قاعة المفاوضات في مسقط، فإما أن تفتح الباب لعهد جديد من العلاقات، أو تزيد المنطقة اشتعالاً في لحظة تاريخية حاسمة تشكل مصير الشرق الأوسط لعقود قادمة.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews