الأمم المتحدة: قطاع غزة يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب

شبكة مراسلين
كتب: محمد خلاف

حذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، حيث يواجه السكان كارثة غير مسبوقة نتيجة استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات للقطاع لليوم الـ45 على التوالي.
وأكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، ملزمة بضمان توفر الغذاء والإمدادات الطبية وخدمات الصحة العامة في القطاع.

أزمة إنسانية غير مسبوقة

أفادت وكالة أسوشيتد برس نقلاً عن بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن قطاع غزة يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب قبل نحو 18 شهراً.
وأشار البيان إلى نزوح ما يقرب من 420 ألف شخص مجدداً منذ انهيار وقف إطلاق النار، مؤكداً أن نحو 69% من سكان القطاع يخضعون لأوامر تهجير مستمرة.
كما أكدت الوكالة الأممية أن استئناف القصف وصعوبة وصول الإمدادات الإنسانية يؤثران بشكل كبير على قدرتها لتلبية احتياجات السكان.

الصحة والغذاء تحت الضغط

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مرافق الرعاية الصحية في غزة تتضرر بشدة مع نفاد الإمدادات الطبية، مؤكدة الحاجة الملحة لوحدات الدم لإجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة.
وفي الوقت نفسه، أشارت بيانات الأمم المتحدة إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج نتيجة سوء التغذية إلى 3600 طفل، بعد أن كان عددهم ألفي طفل الشهر الماضي.

على صعيد الغذاء، تعتمد الغالبية العظمى من سكان غزة الآن على مطابخ الجمعيات الخيرية التي تُعدّ نحو مليون وجبة يومياً فقط، في حين أُغلقت برامج توزيع الغذاء الأخرى بسبب نقص الإمدادات. وأرسلت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى مخزوناتها المتبقية إلى مطابخ الجمعيات الخيرية لمحاولة تخفيف المعاناة.

معاناة يومية في ظل الحصار

في ظل استمرار الحصار، يواجه سكان غزة صعوبات جمة في حياتهم اليومية. فمع نقص الوقود اللازم للطهي، لجأ الكثيرون إلى استخدام مواد غير صحية مثل البلاستيك وبقايا الأثاث والقماش، مما يؤدي إلى انبعاث دخان سام يزيد من تدمير صحتهم. كما تفاقمت الأوضاع الاقتصادية مع ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

تعطل عمل منظمات الإغاثة

أكد بيان مشترك صادر عن رؤساء منظمات إنسانية، منها المجلس النرويجي للاجئين وأوكسفام، أن 95% من منظمات الإغاثة قلّصت عملياتها أو أوقفتها تمامًا بسبب استمرار القصف. وأشار البيان إلى أن استهداف البنية التحتية ومحدودية الوصول الآمن يعرقلان جهود تقديم المساعدات للمحتاجين.

تشير هذه التطورات إلى وضع إنساني متدهور بشكل خطير في قطاع غزة، حيث يحتاج السكان إلى تدخل عاجل لإنهاء الحصار وضمان وصول الإمدادات الأساسية لتجنب كارثة إنسانية شاملة.