فوكس نيوز تكشف تفاصيل غير مسبوقة عن «مطرقة منتصف الليل» ضد المنشآت النووية الإيرانية

علي زم/ طهران
نشرت قناة فوكس نيوز الأمريكية تقريراً حصرياً نقلت فيه عن أحد قادة الجيش الأمريكي أن نحو أربعة آلاف شخص شاركوا في دعم وتنفيذ هجوم قاذفات الشبح بي-2 على المنشآت النووية الإيرانية في إطار عملية “مطرقة منتصف الليل”.
وبثت فوكس نيوز تفاصيل جديدة عن الهجوم الذي شنته سبع قاذفات بي-2 على المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران.
وذكرت القناة أن هذه الطائرات أقلعت من قاعدة وايتمان الجوية في الولايات المتحدة باتجاه إيران ضمن عملية أطلق عليها “مطرقة منتصف الليل”، وألقت بمساعدة قاذفات الشبح بي-2 سبيريت ما مجموعه 14 قنبلة من طراز GBU-57/B، استهدفت 12 منها منشأة تخصيب فوردو النووية، بينما أُلقيت قنبلتان على منشأة نطنز.
ويقول خبراء إن هذه كانت المرة الأولى التي يُستخدم فيها عملياً هذا النوع من القنابل الخارقة للتحصينات، وهي قنبلة تزن 13 طناً وتُعرف باسم “النفّاذة ذات الذخيرة الضخمة” (MOP)، من قبل سلاح الجو الأمريكي. وتتألف القنبلة من رأس حربي خارق وأنظمة ملاحة بالقصور الذاتي مدعومة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وصواعق خاصة، في حين لا تشكل المواد المتفجرة سوى نحو 20% من وزنها الإجمالي. ويمكن لقنابل MOP الحالية اختراق ما لا يقل عن 60 متراً في مواد صلبة متوسطة مثل الخرسانة.

ووفقاً لتقرير فوكس نيوز الصادر يوم الاثنين 15 سبتمبر، الذي أُعد في قاعدة وايتمان الجوية، تمكنت الشبكة من إجراء مقابلة مع العقيد جوش فيتالا، أحد قادة الجيش الأمريكي، وعدد من زملائه، كشفوا فيها تفاصيل إضافية عن العملية.
وبحسب التقرير، أوضح فيتالا وزملاؤه أن أربعة آلاف شخص عملوا بشكل سري لدعم إرسال سبع قاذفات شبحية في مهمة استغرقت 30 ساعة داخل الأجواء الإيرانية. وكانت هذه الطائرات قد استخدمت في وقت سابق بعد هجمات 11 سبتمبر لضرب مواقع طالبان في أفغانستان، بهدف تمهيد الطريق أمام دخول القوات الأمريكية.
وقالت فوكس نيوز إن الطيارين “أُنهكوا تماماً من شدة التعب” بعد المهمة الجوية الطويلة. وأشار فيتالا إلى أن هذه كانت “أطول مهمة قصف واسعة النطاق بسبع طائرات”، موضحاً أن “كل طائرة ضمت طيارين كانا يتناوبان على الراحة لمدة تراوحت بين 45 دقيقة وساعة واحدة، خاصة في الفترات بين عمليات التزود بالوقود المعقدة جواً. بعضهم كان يحمل صناديق من مشروبات الطاقة إلى الطائرة للبقاء مستيقظين”.
ووصف فيتالا العملية بأنها “عملية مثالية ونتاج سنوات من التدريب”، وقال: “أنا فخور للغاية بطريقة تنفيذها وبالـ 4000 شخص الذين ساهموا فيها، إلى جانب مئات الخبراء الذين دعموا المهمة وساهموا في نجاحها”.

وتُعد قاذفة بي-2 حالياً الطائرة الشبحية الوحيدة بعيدة المدى القادرة على حمل مثل هذه القنابل الخارقة. وأشارت فوكس نيوز في تقريرها إلى أن هذه المقاتلة، التي تبلغ كلفتها ملياري دولار، “بدأت تشيخ”، إذ ما زال نحو 20 منها في الخدمة منذ ما يقارب 30 عاماً.
وأضاف فيتالا أن نجاح العملية اعتمد على الانضباط والتنسيق داخل الفريق، قائلاً: “لدينا ثقافة نادرة؛ الجميع يعمل بصمت لتنفيذ المهمة. كان هذا جهداً جماعياً استند إلى دروس مستفادة من سنوات من التدريب المشترك”.
وبحسب فوكس نيوز، شارك آلاف الأشخاص في هذه المهمة في مجالات الصيانة، والذخيرة، والعمليات، والدعم الطبي. وفي نهاية المطاف، دخل 14 طياراً من بين العشرات المدرَّبين على قيادة قاذفات بي-2 إلى الأجواء الإيرانية وألقوا هذه القنابل الضخمة على المنشآت النووية.

وأكد فيتالا أن اختيار هؤلاء الأفراد استند إلى “الخبرة”، موضحاً: “هذا الفريق نفذ العديد من الطلعات خلال المناورات. وعندما رأيت الطاقم يستعد، فكرت فقط في مدى تكرارهم لهذا العمل وكم تدربوا عليه. لقد كان فريقاً محترفاً للغاية”. ومع ذلك، امتنع القائد الأمريكي عن تقديم تفاصيل إضافية حول العملية، تاركاً تساؤلات مثل مدة الإخطار المسبق للطاقم من دون إجابة.
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن الجيش الأمريكي يخطط لتطوير جيل جديد من القنابل الخارقة للتحصينات بعد عملية “مطرقة منتصف الليل” والهجوم على منشآت فوردو باستخدام قنابل تزن 13 طناً وقاذفات بي-2 الشبحية. وذكر موقع The War Zone العسكري أن الجيش الأمريكي يبدي اهتماماً كبيراً بصنع قنبلة جديدة تسمى “النفّاذة من الجيل التالي” (NGP).
وبحسب إعلان نشرته القوات الجوية الأمريكية في فبراير 2024، يجب أن يزن الرأس الحربي الجديد للقنبلة NGP عشرة أطنان كحد أقصى، وأن يكون قادراً على إحداث تأثيرات تفجيرية وشظايا وقدرة اختراق، مع دقة في إصابة الهدف تصل إلى 2.2 متر حتى في حال تعطيل أو التشويش على إشارات نظام GPS.
وكانت هناك نقاشات في الأوساط العسكرية الأمريكية قبل العملية حول ما إذا كانت منشأة فوردو المحصنة تحت الأرض قابلة للاستهداف بقنابل MOP أصلاً. ويعتقد الخبراء أن تقييم الأضرار الناتجة عن الهجمات الأخيرة على فوردو ونطنز سيؤثر على تطوير قنابل NGP الجديدة.
ومؤخراً، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريراً نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين قالوا فيه إن إسرائيل تعتقد أن البرنامج النووي الإيراني “لم يُدمَّر بالكامل” خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً.
وبحسب تقرير الصحيفة الصادر يوم السبت 13 سبتمبر، فإن هذا التقييم السري الإسرائيلي لا يتطابق مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن بعد انتهاء الحرب أن “البرنامج النووي الإيراني دُمّر بالكامل”.