واشنطن تدرس منح 500 مليون دولار لـ«مؤسسة غزة الإنسانية»

شبكة مراسلين
كشف مصدران مطلعان ومسؤولان أمريكيان سابقان أن وزارة الخارجية الأمريكية تدرس تقديم نحو 500 مليون دولار لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، الجهة التي تتولى توزيع المساعدات في القطاع تحت رعاية أمريكية-إسرائيلية، وسط تصاعد الانتقادات بسبب العنف والفوضى المحيطة بمواقع التوزيع .
وقال المصدران إن المبلغ سيسحب من ميزانية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ، والتي تُدمج قريباً بوزارة الخارجية، لافتين إلى أن الخطة تواجه معارضة داخل الإدارة الأمريكية ، بسبب الانتهاكات والعنف الذي شهدته مواقع التوزيع مؤخراً، بما فيها الحوادث الدامية التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 80 شخصاً وإصابة المئات بالقرب من نقاط تابعة للمؤسسة خلال الأيام الأولى من يونيو الجاري .
وكشف المسؤولون أن إسرائيل طلبت تحويل الأموال لتغطية نفقات المؤسسة لمدة 180 يوماً ، لكن بعض الجهات الأمريكية تطالب بأن يتم دعم المؤسسة بشروط، ومن ضمنها مشاركة منظمات غير حكومية معروفة في إدارة العملية الإغاثية ، وهو أمر ترفضه إسرائيل بشكل كامل.
شركة أمنية خاصة تثير الشكوك
أشارت وكالة “رويترز” إلى أن شركة “ماكنالي كابيتال “، وهي شركة استثمارية خاصة مقرها شيكاغو، لديها مصلحة اقتصادية مباشرة في الخدمات اللوجستية والأمنية المرتبطة بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” ، مما يطرح تساؤلات حول طبيعة الهدف الحقيقي من المساعدات: هل هي إنقاذ حياة، أم تمكين شركات أمريكية جديدة من الدخول على خط الأزمات؟
الإدارة الأمريكية تضغط.. والأمم المتحدة ترفض التعاون المباشر
غم نفي البيت الأبيض وإسرائيل لأي دعم مباشر للمؤسسة ، إلا أن المصادر أكدت أن الجانبين يضغطان على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية لـالعمل مع المؤسسة الجديدة ، وهو ما ترفضه تلك المنظمات باعتبارها غير مستقلة ولا تخضع لإشراف دولي حقيقي .
ويأتي ذلك في ظل تصاعد الانتقادات داخل الإدارة الأمريكية ، خصوصاً من قبل مسؤولين يرون أن المؤسسة لم تنجح في تنظيم عملية التوزيع الآمنة ، وأن وجود شركات خاصة وأطراف سياسية متداخلة في المشروع يجعل من الصعب ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها فعليًا .