أخبارتقارير و تحقيقات

الهجوم على الدوحة يبدّل أولويات العرب… إسرائيل تهديد أمني جديد بدل إيران

متابعة: علي زم / طهران

كتبت صحيفة جوان الإيرانية، استناداً إلى تقرير في “الغارديان”، أن الهجوم على الدوحة سيحوّل بؤرة قلق الدول العربية من إيران إلى إسرائيل.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن هجوم إسرائيل على قلب الدوحة واغتيال قادة حركة حماس على الأراضي القطرية قلب المعادلات الأمنية في المنطقة وغيّر نظرة الحكومات العربية إلى واشنطن، مضيفة: من القاهرة إلى أنقرة والرياض، تتردد عبارة أكثر من أي وقت مضى: «نحن الهدف التالي».

وقالت الصحيفة إن هذا الهجوم، الذي وقع في خضم مسار تطبيع العلاقات بين بعض الدول وتل أبيب، أثبت أن أي عاصمة، حتى لو كانت محمية بتحالفها مع الولايات المتحدة، ليست في مأمن. وأضافت أن مصر والسعودية، وهما الركيزتان الأساسيتان للنظام الإقليمي اللتان استثمرتا لسنوات طويلة في مسار التطبيع مع إسرائيل، أصبحتا مضطرتين للاعتراف بعدم وجود أي ضمانة أمنية.

وبعد ثلاثة أيام من الهجوم، أعلن مجلس التعاون الخليجي دعمه لقطر في موقف غير مسبوق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية: «بعد هجوم إسرائيل لم يعد أي بلد في الخليج في مأمن، ونحن في حالة تأهب قصوى».

وفي القاهرة، كشف مسؤولون رفيعو المستوى لموقع “ميدل إيست آي” أن إسرائيل خططت لاغتيال قادة من حماس على الأراضي المصرية، محذرين من أن أي اعتداء على أراضيهم سيُواجه بـ«القوة». وفي أنقرة، بدت المخاوف أوضح، بعدما زعمت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن «خلايا من حماس في تركيا خططت لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي»، وهو ما نفته أنقرة، لكن وسائل إعلام إسرائيلية مثل “هآرتس” ذكرت أن تركيا قد تكون «الهدف التالي لتل أبيب».

انعدام الثقة بواشنطن
ووصفت قطر الهجوم بأنه «إرهاب دولة»، فيما اعتبره أمير قطر «خيانة». ورأى محللون غربيون أن هذه الحادثة تشكل نقطة تحول. وكتبت “الغارديان”: «الهجوم في الدوحة أطاح بفكرة استمرت عقوداً، وهي أن التقارب مع الولايات المتحدة أو إسرائيل يكفي لضمان الأمن».

أما سايمون تيسدال فشدد في تحليله على أن الرياض والقاهرة، رغم استثماراتهما الكبيرة، لا تملكان أي أداة للجم إسرائيل. فيما حذر ويليام كريستو قائلاً: «رسالة الهجوم لم تكن أن الولايات المتحدة عاجزة عن كبح إسرائيل، بل أنها لا تريد ذلك».

تغيّر بوصلة التهديد: من إيران إلى إسرائيل
حتى الأمس القريب، كانت الدول العربية ترى أن مصدر تهديد أمن المنطقة هو إيران، سواء عبر برنامجها النووي أو من خلال هجمات الطائرات المسيّرة على منشآت أرامكو. لكن الكاتبة سنام فاكيل أوضحت في تقريرها أن «الدول العربية توصلت إلى قناعة بأن إسرائيل أصبحت اليوم التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة».

وأضافت أن الهجوم على الدوحة يمثل لحظة مفصلية تؤكد أن «النظام الإقليمي التقليدي ينهار»، وأن السؤال الأهم الآن هو: كيف سترد دول الخليج؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews