أخبارسياسة

هجوم إسرائيل على قطر يثير أزمة دبلوماسية ويهدد استقرار المنطقة

مصطفى مهنا

في تطور خطير وغير مسبوق تعرضت دولة قطر لهجوم إسرائيلي غادر، استهدف قيادات من حركة حماس كانت متواجدة على أراضيها الهجوم  الذي أحدث دماراً واسعاً أسفر عن استشهاد عدد من الأفراد المدنيين  فيما نجا القياديون المستهدفون هذا الاعتداء الذي وصفته الدوحة بـ”إرهاب دولة” يُعدّ تصعيداً خطيراً قد تكون له تداعيات واسعة على استقرار المنطقة خاصة في ظل الدور المحوري الذي تلعبه قطر كوسيط رئيسي في جهود السلام

تساؤلات حول الدور الأمريكي وتخريب المفاوضات

تكمن خطورة الهجوم في توقيته وظروفه، حيث كشفت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالضربة، بل وأبلغت السلطات القطرية بالهجوم بعد عشر دقائق من وقوعه هذه المعلومات تثير تساؤلات جدية حول مدى الشراكة الأمريكية في هذا العدوان خاصة وأن الهجوم جاء في وقت كانت فيه المفاوضات مستمرة بطلب أمريكي هذا التنسيق بين واشنطن وتل أبيب يُفهم على أنه محاولة لتقويض جهود الوساطة التي كانت تقوم بها قطر مما يضع علامات استفهام كبيرة على دور القواعد الأمريكية الضخمة في المنطقة، والتي لطالما قيل إنها لحماية المصالح الأمريكية الخاصة  لا لحماية سيادة الدول المضيفة وشعوبها.

ردود فعل دبلوماسية ودعوات لمحاسبة المسؤولين

على إثر الهجوم أعلن الديوان الأميري القطري أن أمير قطر تلقى اتصالاً من الرئيس الأمريكي ترمب الذي أكد فيه تضامنه مع قطر وإدانته للاعتداء على سيادتها ورغم هذا الموقف الرسمي إلا أن التوقيت المتأخر للإبلاغ الأمريكي يضع مصداقية هذا التضامن على المحك. في المقابل، طالب أمير قطر المجتمع الدولي بضرورة محاسبة المتورطين في ارتكاب “هذه التصرفات المارقة”، مؤكداً أن بلاده ستتخذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية أمنها والحفاظ على سيادتها كما شدد أمير قطر على أن بلاده ستواصل نهجها في الوقوف مع الأشقاء ونصرة القضايا العادلة مما يؤكد أن الهجوم لن يثنيها عن سياستها الخارجية المعتدلة والداعمة للسلام.

تداعيات الهجوم على مستقبل المنطقة

تتجاوز تداعيات هذا الهجوم حدود قطر لتصل إلى مستقبل المفاوضات الإقليمية. فمحاولة اغتيال قيادات حماس على أرض دولة وسيطة يؤكد أن الأطراف المتشددة في إسرائيل، بقيادة نتنياهو، مستمرة في سياسة التصعيد, ويخشى المراقبون أن يؤدي هذا الهجوم إلى إجهاض أي فرصة لإحراز تقدم في محادثات السلام، ودفع المنطقة نحو حالة من التوتر قد لا يمكن العودة منها. هذا الوضع يستدعي من المجتمع الدولي موقفاً حاسماً وموحداً لوقف هذا “الإرهاب” الذي يمارسه نتنياهو، والذي يهدف إلى زعزعة الاستقرار في الإقليم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews