
أمل وحيش – مراسلين
شهدت الأمم المتحدة أمس الاثنين تحولاً دبلوماسياً بارزاً مع إعلان دول غربية، بينها فرنسا وبريطانيا وكندا والبرتغال وبلجيكا ومالطا ولوكسمبورغ، اعترافها بدولة فلسطين. خطوة وصفت بالتاريخية جاءت في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ نحو عامين، والتي أودت بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
هذه الاعترافات تواجه اعتراضا شرسا من قبل الكيان الإسرائيلي وحليفه الولايات المتحدة بإدارة ترامب.وتهدد الحكومة اليمينية التي توصف بالأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في ظل استمرار حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة بعد هجوم أكتوبر تشرين الأول 2023 على بلدات بجنوب إسرائيل والذي تسبب في مقتل نحو 1200 اسرائيليا.
حرب غزة شكلت نقطة تحول فارفة في هذه الاعترافات المتتالية فقد تعرضت حكومة إسرائيل لتنديد دولي بسبب حملتها العسكرية في غزة التي قتلت وشردت وجوعت عشرات الآلاف من الفلسطينين.
حيث ماتزال إسرائيل تواصل مجازرها في غزة ففي الأسابيع القليلة الماضية، بدأت قوات الاحتلال هجوما بريا كانت تهدد بشنه منذ فترة طويلة على مدينة غزة.
ماتسبب في نزوح الكثير من الفلسطينين في ظل أوضاع اقتصادية وصحية سيئة يعيشها سكان القطاع.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أمس الاثنين من منصة الأمم المتحدة اعتراف فرنسا بدولة فلسطين، مؤكدا أن الهدف هو تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال ماكرون: “فرنسا تعترف اليوم بدولة فلسطين من أجل السلام بين الشعبين”خلال مؤتمر “حل الدولتين” في نيويورك. ودعا إلى الإفراج عن الرهائن ووقف الحرب والقصف في غزة، مشددا أن الوقت قد حان للسلام وأن الوضع بات ملحا.
ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اعترفت بدولة فلسطينية. بحسب إحصاء لوكالة الأنباء الفرنسية، فقد اعترفت 145 على الأقل من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين.
45 دولة على الأقل لا تعترف بدولة فلسطين بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاء لهما.
بالموازي انعقد مؤتمر دولي في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا، وأسفر عن اعتماد “إعلان نيويورك” بتأييد 142 دولة، مجدداً الالتزام بحل الدولتين ورسم مسار “لا رجعة فيه” نحو تسوية شاملة.
وأوضح البيان أن المؤتمر أسفر عن اعتماد إعلان نيويورك الذي حظي بتأييد 142 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً “الالتزام الدولي بحل الدولتين ورسم مسار لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين وشعوب المنطقة كافة”.
كذلك رحب البيان باعتراف دول جديدة بإقامة دولة فلسطين، من بينها فرنسا وبريطانيا وأستراليا وبلجيكا وكندا ولوكسمبورغ والبرتغال ومالطا.
ودعا البيان الختامي إلى:
وقف فوري لإطلاق النار في غزة وضمان الإفراج عن جميع المحتجزين.
وقف الاستيطان ومصادرة الأراضي، واعتبار أي ضم أراضٍ “خطاً أحمر”.
نشر بعثة دولية مؤقتة لدعم الاستقرار وتدريب قوات الأمن الفلسطينية.
توحيد الضفة وغزة تحت سلطة فلسطينية واحدة، مع إنهاء حكم حماس ونزع سلاحها بدعم دولي.
إصلاحات فلسطينية تشمل إنهاء دفع مخصصات الأسرى، إصلاح المناهج، وإجراء انتخابات عامة خلال عام.
تمويل عاجل لدعم موازنة السلطة الفلسطينية والإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية المحتجزة لدى إسرائي والعمل على مراجعة بروتوكول باريس الاقتصادي.
وختم البيان بدعوة جميع الدول للانضمام إلى هذا الزخم الدولي من أجل ضمان السلام والأمن لجميع شعوب الشرق الأوسط، وتحقيق الاعتراف المتبادل والاندماج الإقليمي الكامل.
وفي كلمته شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن إعلان نيويورك “تاريخي” ويؤكد أن الحرب والدمار لا يمكن أن يكونا طريقاً للأمن. وأعلن أن السلطة الفلسطينية وحدها مؤهلة لإدارة غزة بدعم عربي ودولي، داعياً الفصائل، وعلى رأسها حماس، لتسليم السلاح.
وقد حظي البيان الختامي للمؤتمر بتفاعل واسع على أمل أن تتحول هذه القرارات إلى واقع ملموس.