أخبارثقافة وفن

‏قلعة حلب تستعيد مجدها: افتتاح رسمي وسط جدل بين الفرح والواقع المعيشي

‏شريف فارس- مراسلين

‏حلب – شهدت مدينة حلب مساء أمس فعالية رسمية كبرى بمناسبة افتتاح قلعتها الأثرية بعد استكمال أعمال الترميم، وذلك بمبادرة مشتركة من وزارة السياحة والثقافة ومحافظة حلب، وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للسياحة.

‏انطلقت الفعالية على مدرج القلعة الأثري بحضور رسمي واسع، حيث تخلل الحفل معرض تراثي أُقيم على هامش الافتتاح الرسمي
‏شارك في الحفل عدد من الشخصيات الرسمية، من بينهم وزير الطوارئ، ووزير السياحة، ومحافظ حلب، إلى جانب حضور لافت لعدد من النشطاء
‏في تعليق على الحدث، قال الناشط الإعلامي أحمد رزوق:

‏ “الرسالة التي نود إيصالها هي أن سوريا، وحلب تحديداً، لا تزال تنبض بالحياة. القلعة اليوم ليست فقط حجارة، بل شاهد على صمود مدينة وأهلها رغم كل الظروف. نحن نؤمن أن حماية التراث أمر جوهري، لكنه يجب أن يسير جنباً إلى جنب مع تحسين الخدمات والبنية التحتية، فالتراث لا يمكن أن يعيش بمعزل عن حياة الناس اليومية. قلعة حلب لها رمزية خاصة عند الثوار، واليوم تعود وأبناؤها إلى جانب قلعتهم ومدينتهم.”


أما الناشط باسم الأفندي فقد اختار نبرة أكثر نقدية، إذ قال:

‏ “حلب لا تحتاج فقط إلى العمل، بل تحتاج إلى أناس يضعون أيديهم على مشاكل المدينة وأهلها ويقترحون الحلول ويعملون لأجلها. يبدو أن مسؤولي مدينة حلب مع الأسف لا يملكون الكفاءة المناسبة لإدارة أهم مدينة في سورية وحل مشاكلها. فحلب ليست بحاجة إلى تجميل ساحة سعدالله أو ترميم القلعة فقط، بل في المقام الأول إلى ضبط الأمن وتطبيق القانون.


‏لنأخذ المرور مثالاً: الفوضى باتت السمة الأكبر في شوارع حلب، وتطبيق القانون المروري لا يحتاج إلى أموال بقدر ما يحتاج إلى مسؤولين يهتمون بحياة الناس.
‏نستطيع أن نعدد الكثير من المشاكل، كالبطالة وانخفاض الأجور وغلاء المعيشة في أهم مدينة تجارية وصناعية في سورية. وبدلاً من محاولة حل هذه المشاكل، نشاهد اليوم تجميلاً لمحيط القلعة وتلميع أرضية ساحة سعدالله. هذا أشبه بمعالجة أوراق الشجرة بينما المرض يضرب جذورها.”

‏وبينما تفتح القلعة أبوابها من جديد لتستعيد مكانتها التاريخية والثقافية، يبقى الجدل قائماً بين من يرى في الحدث بارقة أمل ورسالة صمود، وبين من يعتبره خطوة تجميلية لا تمس جذور أزمات المدينة. وبين الفرح الشعبي والانتقادات الواقعية، تظل قلعة حلب شاهداً على تاريخ المدينة، ومقياساً لمدى قدرتها على التوازن بين الحفاظ على تراثها والاستجابة لتطلعات أهلها في حياة كريمة وآمنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews