أخبارتقارير و تحقيقات

“الحارس الشرقي” الناتو يعيد رسم معادلة الردع مع روسيا

مولود سعد الله – مراسلين

تشهد أوروبا الشرقية في الساعات الأخيرة تحركات عسكرية متسارعة ، فحسب ما نقلته وكالة رويترز
بولندا أعلنت أمس عن تعزيز قواتها على الحدود مع بيلاروسيا تحسبًا لأي تهديدات أمنية .
فيما أكدت وزارة الدفاع الألمانية اليوم نشر وحدات قتالية جديدة في ليتوانيا في خطوة وُصفت بأنها “أكبر انتشار دائم للقوات الألمانية خارج حدودها منذ عقود” ، بحسب المصدر نفسه.

هذه التطورات لا يمكن فصلها عن الإعلان الذي أدلى به القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا الجنرال كريستوفر كافولي في 12 سبتمبر الماضي ، ففي ذلك اليوم كشف كافولي في اجتماع ببروكسل عن استراتيجية جديدة للحلف تحت اسم “الحارس الشرقي” (Eastern Shield) قائلاً إنها تمثل “أول خطة دفاعية شاملة منذ نهاية الحرب الباردة” وفق ما أوردته بوليتيكو.

الجنرال أكد آنذاك على أن الهدف هو حماية “كل شبر من أراضي الحلف” من أي اعتداء خارجي مؤكداً أن الناتو لا يتعامل مع الوضع الراهن كرد فعل مؤقت على حرب أوكرانيا، بل يسعى إلى إعادة بناء منظومة الردع والدفاع في أوروبا الشرقية بشكل دائم بحسب ما نقلت يورونيوز.

الربط بين تصريحات كافولي والتحركات الميدانية الأخيرة يكشف أن الناتو بدأ بالفعل في تفعيل الاستراتيجية الجديدة، عبر نشر قوات وتحصينات في أكثر النقاط حساسية قرب الحدود الروسية والبيلاروسية.
من زاوية الحلف: هذه الخطوات تبعث برسالة طمأنة إلى دول البلطيق وبولندا التي تخشى أن تكون الهدف التالي بعد أوكرانيا.
من زاوية موسكو: الكرملين اعتبر نشر القوات تصعيدًا مباشرًا، مؤكداً أن ذلك “يزيد من احتمالات المواجهة مع الغرب”، وفق رويترز.
ما يجري قد يدفع إلى سباق تسلح طويل الأمد في المنطقة ويعيد أجواء الحرب الباردة بصيغة جديدة لكن هذه المرة بحدود أكثر قربًا من روسيا.
“الحارس الشرقي” لم يعد مجرد إعلان استراتيجي في بروكسل، بل تحول إلى واقع ميداني ملموس مع الخطوات التي اتخذتها بولندا وألمانيا في اليومين الماضيين ، وهذا يعكس أن الناتو عازم على تحويل أوروبا الشرقية إلى جدار ردع صلب أمام روسيا في مشهد قد يعيد تشكيل الأمن الأوروبي لعقود مقبلة. مولود س

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews