أخبارعربي و دولي

لمنع المنكرات والانقلابات… طالبان توقف خدمات الإنترنت بالكامل في أفغانستان

علي زم – مراسلين

أفغانستان- أوقفت حركة طالبان خدمات الإنترنت في عموم أفغانستان، حيث تم رسمياً تعطيل شبكة الألياف الضوئية، كما توقفت خدمات الإنترنت عبر شبكتي الجيل الثالث (3G) والجيل الرابع (4G).

وقالت قناة “طلوع نيوز” في تقرير لها يوم الاثنين 29 سبتمبر إن إدارة الاتصالات في أفغانستان وبأوامر من قيادة طالبان في قندهار قامت بتعطيل جميع شبكات الألياف الضوئية بشكل مؤقت. ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا الإجراء يقتصر على شبكات الألياف الضوئية فقط أم يشمل أيضاً الاتصالات الهاتفية وشبكات الهاتف المحمول والإنترنت عبر الهواتف.

من جانبها، أفادت منصة “نت بلوكس” المتخصصة في مراقبة مشاكل الإنترنت حول العالم، بأن مستوى الوصول إلى الإنترنت في أفغانستان انخفض إلى أدنى مستوياته. وأكدت عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن البلاد تواجه حالياً انقطاعاً شبه كامل في خدمات الإنترنت.

وذكرت وكالة “أفغان برس” أن السبب الحقيقي وراء قطع الإنترنت لم يكن الحفاظ على الأخلاق العامة، بل جاء كرد فعل على محاولات انقلاب من قبل فصائل معارضة داخل طالبان.

وكانت طالبان قد بدأت خلال الأسابيع الماضية بتقييد الوصول إلى الإنترنت تدريجياً، بدءاً من ولاية بلخ في الشمال، ثم في مناطق واسعة أخرى من البلاد. وقال متحدث باسم الحركة في بلخ إن هذا الإجراء جاء بهدف منع ما وصفه بـ”الفساد الأخلاقي”.

ومنذ سيطرة طالبان على الحكم في صيف عام 2021، سعت الحركة إلى فرض قيود على الوصول إلى ما تعتبره “محتويات غير أخلاقية”، بما في ذلك المواقع الإباحية، وألعاب الفيديو، ومنصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”.

وأوضحت الحركة أن الهدف من قطع خدمة الإنترنت عبر الألياف الضوئية هو “منع المنكرات”. وفي هذا السياق، اعتبر زلماي خليل زاد، المبعوث الأميركي السابق لعملية السلام في أفغانستان، أن طالبان كان بإمكانها اللجوء إلى تقنيات الحجب الإلكتروني كما تفعل دول إسلامية أخرى لمنع الوصول إلى المواقع الإباحية، بدلاً من قطع الإنترنت بالكامل.

وكانت صحيفة “هشت صبح” قد كشفت في وقت سابق عن وجود خلافات بين وزارة الاتصالات وقيادة طالبان المحافظة بشأن كيفية إدارة الإنترنت.

وأدى قطع خدمة الإنترنت إلى ارتفاع أسعار الإنترنت عبر أقمار “ستارلينك”، التي توفرها بعض الشركات المرتبطة بمسؤولين في حركة طالبان.

وقال مصدر في كابل تحدث إلى “إندبندنت فارسي” عبر خدمة “ستارلينك” إن أسعار المعدات الخاصة بهذه الخدمة – وتشمل الصحن وجهاز التوجيه (الراوتر) والأدوات الأخرى – ارتفعت منذ مساء الاثنين، بالتزامن مع قطع الألياف الضوئية، من 600 دولار إلى ألف دولار.

وأوضح المصدر أن عدداً من مسؤولي طالبان، إلى جانب منظمات دولية وسفارات وبعض الشركات الخاصة، ما زالوا يستخدمون الإنترنت عبر “ستارلينك” لمواصلة أنشطتهم، في حين توقفت شريحة واسعة من الأعمال التي تعتمد على شبكة الألياف الضوئية.

وبحسب تقارير، فقد بدأت عدة شركات مرتبطة بمسؤولين في طالبان منذ عام بتوفير خدمة “ستارلينك” في كابل وبعض المدن الأخرى، إلا أن استخدام هذه الخدمة لم ينتشر بشكل واسع بعد.

يشار إلى أن وزارة الاتصالات الأفغانية نفذت خلال السنوات التي سبقت عودة طالبان إلى الحكم عدة مشاريع لتوسيع شبكة الألياف الضوئية، في محاولة لتعزيز الاقتصاد المحلي وجعل البلاد أكثر جذباً للاستثمارات الأجنبية.

وعلى الرغم من أن خدمة الألياف الضوئية عادت مؤخراً بشكل جزئي إلى بعض المناطق، إلا أن قطعها الكامل على مستوى البلاد يظهر أن القيادة المتشددة في طالبان تمكنت من فرض رؤيتها بالكامل.

ويحذر خبراء من أن استمرار هذا الانقطاع بشكل دائم ستكون له تداعيات خطيرة على الاقتصاد الأفغاني، والنظام الإداري، والقطاع المصرفي، فضلاً عن أنشطة الهيئات الإغاثية المحلية والدولية. كما أن النساء والفتيات سيتأثرن بشكل خاص، إذ يمثل الإنترنت بالنسبة للكثير منهن وسيلة التعليم الوحيدة المتاحة.

وفي عام 2024 كانت أفغانستان قد وصفت شبكة الألياف الضوئية الممتدة لمسافة 9350 كيلومتراً – التي شُيد معظمها بدعم من الحكومات السابقة الموالية للولايات المتحدة – بأنها “أولوية وطنية” لربط البلاد بالعالم والمساهمة في تقليص الفقر. لكن منذ عودة طالبان إلى الحكم عام 2021، فرضت الحركة قيوداً صارمة على خدمات الإنترنت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews