أخبار

الفاشر تحت النار: قصف مسجد ومأوى للمدنيين يضاعف الكارثة الإنسانية

ممدوح ساتي -مراسلين

السودان- في تصعيد جديد ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر المحاصرة، قصفت قوات الدعم السريع مساء أمس مسجدًا في حي أبوشوك الحلة، مستخدمة مدفعية ثقيلة وطائرات مسيّرة، مستهدفةً ملاذًا للمدنيين وآلاف النازحين.
الهجوم أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 13 قتيلًا وإصابة أكثر من 20 شخصًا، في واحدة من أبشع موجات العنف التي شهدتها المدينة في الأسابيع الأخيرة.

المسجد المستهدف، المعروف محليًا باسم “المسجد العتيق”، كان يؤوي عائلات نازحة فرّت من أحياء مجاورة، وتحولت ساحاته إلى مأوى مؤقت للمدنيين المحاصرين بين نيران الصراع.

شهود عيان أفادوا أن بعض الجثث تعذر إخراجها بسبب كثافة القصف، فبدأ الأهالي بدفنها داخل فناء المسجد نفسه، في مشهد يختصر مأساة سكان المدينة.

في السياق نفسه، تعرض المستشفى السعودي، وهو المرفق الطبي الوحيد الذي ما زال يعمل في الفاشر، لهجوم بطائرة مسيّرة قبل أيام، ما أوقف جزءًا من خدماته الأساسية وزاد من معاناة المدنيين المصابين والجوعى.

منظمات حقوقية محلية ودولية وصفت الهجوم بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان، مستندة إلى استهداف المدنيين عمدًا في أماكن تعتبر ملاذًا آمنًا، مثل المساجد والمستشفيات.

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أدان القصف، محذرًا من أن المدنيين محاصرون في مدينة بلا حماية، في ظل نقص حاد في الغذاء والماء والخدمات الأساسية.

كما وصف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الهجوم بأنه “جريمة جديدة تضاف إلى سجل مليشيا الدعم السريع الدموي ضد المدنيين العزل”، داعيًا منظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لإنقاذ أهل الفاشر.

من جهتها، أكدت شبكة أطباء السودان أن الهجوم أسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة 19 آخرين، بينهم 7 أطفال وامرأة حامل، جراء القصف المدفعي المتعمد على أحياء مدينة الفاشر، مشيرةً إلى أن هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الهجمات التي تستهدف المدنيين في المدينة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها دور العبادة في الفاشر؛ فقد سبق أن قُصفت مساجد أثناء صلاة الفجر، مما يعكس نمطًا متكرّرًا في ضرب أماكن مدنية.

مراقبون ومنظمات حقوقية وصفوا الهجوم بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان بسبب استهداف المدنيين عمدًا في ملاذ يعتبر آمنًا كالمساجد.

الفاشر، التي تواجه حصارًا متواصلًا منذ أشهر، تشهد الآن تصعيدًا ميدانيًا مدمّرًا.
يعكس قصف قوات الدعم السريع للمدنيين استراتيجية انتقامية تقوم على الضغط الشديد على المدنيين واستخدامهم كوسيلة للضغط على الجيش والقوات المشتركة المدافعة عن المدينة بعد الخسائر الكبيرة التي تلقتها في الأيام الماضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews