باكستان تعلن فشل محادثات السلام مع أفغانستان والهدنة على شفير الإنهيار

علي زم – مراسلين
إسطنبول – أعلنت باكستان فشل محادثات السلام مع أفغانستان بعد إجراء أربع جولات من الحوار، ما يعكس تدهور الوضع الأمني على الحدود بين البلدين. الهُدنة التي تم التوصل إليها بعد الاشتباكات العنيفة مطلع أكتوبر الجاري أصبحت الآن أكثر هشاشة.
وعقد ممثلو باكستان وأفغانستان جلسات تفاوض في إسطنبول سعياً للتوصل إلى اتفاق سلام. وأفاد مكتب الحكومة الباكستانية بأن هذه الجهود، التي شملت الوساطة القطرية والتركية، لم تسفر عن “حلول قابلة للتنفيذ”.
وقال عطا الله طرار، وزير الإعلام الباكستاني، في منسور نشره على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، إن ممثلي حكومة طالبان تجنبوا معالجة القضية الرئيسية التي كانت محور بدء المفاوضات. وأضاف أن السلطات الباكستانية ترى أن طالبان رفضت الاستجابة للمطالب الأساسية لإسلام آباد.
في المقابل، اتهمت وسائل إعلام أفغانية الوفد الباكستاني في إسطنبول بـ”عدم الاهتمام بإجراء حوار بناء”.
وانطلقت محادثات السلام بعد اشتباكات عنيفة على الحدود مطلع الشهر الجاري، وهي أول مواجهات من نوعها منذ تولي طالبان السلطة في أفغانستان عام 2021.
ووفقاً لمصادر أمنية باكستانية، بدأت المواجهات بهجمات جوية نفذها الجيش الباكستاني على قيادات “طالبان باكستان” في كابل ومناطق أخرى من أفغانستان. وردت حركة طالبان بهجمات على نقاط حراسة باكستانية على طول الحدود البالغ طولها 2600 كيلومتر.
وتتهم باكستان حكومة طالبان بدعم متطرفين يشنون هجمات على أراضيها من داخل أفغانستان، فيما تنفي كابل هذه الاتهامات.
وطالبت باكستان خلال المفاوضات في إسطنبول طالبان بالسيطرة على جماعة طالبان باكستان المسلحة (TTP)، لكن الحركة أفادت بأنها لا تملك أي سلطة على هذه المجموعة.
خطر انهيار الهدنة
أدى فشل المفاوضات إلى تهديد اتفاقية الهدنة بين البلدين، حيث أعلن وزير الدفاع الباكستاني يوم السبت 25 أكتوبر، أنه يعتقد بأن أفغانستان تسعى للسلام، لكنه حذر من أن انهيار الحوار قد يؤدي إلى “حرب علنية”.
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، تشهد المناطق الحدودية مواجهات متواصلة. وأفادت قيادة الجيش الباكستاني بأن خمسة من جنودها قتلوا الأسبوع الماضي، إلى جانب 25 مسلحاً من جماعة طالبان باكستان، خلال اشتباكات على الحدود.
ومع فشل المفاوضات في إسطنبول، أصبح وقف إطلاق النار بين إسلام آباد وكابل أكثر هشاشة، مما يزيد من احتمالات تصاعد التوترات الأمنية على الحدود.



