موجات نزوح مستمرة من الفاشر وبارا مع تفاقم الأزمة الإنسانية… ومنظمات دولية تدين انتهاكات “الدعم السريع”

مصعب محمد- خاص مراسلين
السودان- شهدت مدينتي الفاشر وبارا غربي السودان، خلال الأيام القليلة الماضية حالات نزوح واسعة للمواطنين إثر استيلاء قوات “الدعم السريع” على المدينتين وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية فيهما.
ووفق تقارير محلية نزح أكثر من 36 ألف مدني منذ الأحد الماضي من الفاشر بسبب المعارك، وتوجه كثر منهم إلى مدينة طويلة التي تبعد 70 كيلومترا بالإضافة لمركزي نزوح “العفاض” و ” حوش مليط” بالولاية الشمالية شمالي البلاد ،وشهدت مدينة بارا حالات نزوح لآلاف المواطنين نحو مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان في ظل توقعات بارتفاع تدفقات النازحين.
وأفادت شبكة أطباء السودان- في بيان لها- بوصول 642 نازح من مدينة الفاشر إلى مدينة الدبة شمالي البلاد خلال الساعات الماضية، وكشفت عن وصول 1900شخص لمدينة الأبيض من أصل 4500 نازح من مدينة بارا نسبة لما وصفتها بتدهور الأوضاع الأمنية واستمرار انتهاكات “الدعم السريع” ضد المدنيين.
وبحسب مصادر طبية سودانية، وصلت غالبية الأسر النازحة في حالة إنهاك شديد، في ظل أوضاع إنسانية قاسية وانعدام للخدمات الأساسية ،وسُجّلت إصابات متعددة بحالات الإسهال وسوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن، مؤكدة أن المرافق الصحية تشهد ضغطًا متزايدًا يفوق طاقتها التشغيلية بسبب النقص الكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية والكوادر العاملة.

و أدانت منظمات حقوقية وإقليمية و دولية ، الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها قوات” الدعم السريع” في مدينتي بارا والفاشر خلال الأيام الماضية، والتي شملت قتل مدنيين ونهب منشآت طبية وتسببها في موجات نزوح جماعي. كما أكدت تقارير أممية أن تلك الممارسات قد ترقى إلى جرائم حرب، فيما دعا المجتمع الدولي إلى محاسبة المسؤولين عنها ووقف إمدادات السلاح فوراً.
وكانت المدينتان قد شهدتا الأسبوع الماضي معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” فرضت على إثرها الأخيرة سيطرتها عليهما. وتُعد بارا والفاشر من المدن ذات الأهمية الاستراتيجية البالغة في غرب السودان؛ إذ تقع بارا في موقع استراتيجي مهم على الطريق الرابط بين مدينة الأبيض والعاصمة السودانية الخرطوم، وتقع الفاشر عند تقاطعات جغرافية استراتيجية تربط السودان بكل من دول تشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا.
ويشير أحدث تقرير أممي إلى أن السودان يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يحتاج أكثر من 25 مليون شخص إلى المساعدة، بينهم ملايين النازحين داخلياً جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.




