إيران تعلن استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية بعد دعوة عُمانية جديدة للحوار

علي زم – مراسلين
طهران- بعد أن دعا مسؤول عُماني كلاً من طهران وواشنطن إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، أعلن وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده لاستئناف الحوار حول برنامجها النووي.
وصرح عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، يوم السبت 1 نوفمبر، في مقابلة مع الجزيرة، بأن إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة بهدف “إزالة المخاوف المتعلقة ببرنامجها النووي”.
ورغم رفضه إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن، أبدى عراقجي ترحيبه بالمفاوضات غير المباشرة، معتبراً أن التوصل إلى “اتفاق عادل” لا يزال ممكناً.
وقال الوزير الإيراني: “هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق عادل، لكن واشنطن طرحت شروطاً غير مقبولة ومستحيلة. نحن لن نتفاوض أبداً بشأن برنامجنا الصاروخي، ولا أي عاقل يمكن أن يقبل بنزع سلاحه. كما أننا لا نستطيع وقف تخصيب اليورانيوم”.
هذه الشروط هي نفسها التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للوصول إلى اتفاق مع طهران.
وأضاف عراقجي: “نحن مستعدون للتفاوض من أجل تبديد المخاوف بشأن برنامجنا النووي، ونحن واثقون من طابعه السلمي”.
وفي جزء آخر من المقابلة، أوضح أن “المواد النووية ما زالت تحت أنقاض المنشآت التي تعرضت للقصف، ولم تُنقل إلى أي مكان آخر. لقد تكبدنا خسائر على مستوى المباني والمعدات النووية، لكن التكنولوجيا ما زالت قائمة”.
وكان رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد صرّح في سبتمبر الماضي بأن مخزون إيران البالغ 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بقي في أماكنه دون أن يُمسّ، بعد الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وتداولت وسائل إعلام إيرانية نص مقابلة عراقجي مع الجزيرة في اليوم نفسه الذي نقلت فيه وكالة الصحافة الفرنسية أن سلطنة عمان دعت كلّاً من إيران والولايات المتحدة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
ودعا بدر البوسعيدي، وزير الخارجية العماني، الذي سبق لبلاده أن استضافت محادثات بين طهران وواشنطن حول الملف النووي، يوم السبت خلال مؤتمر في المنامة عاصمة البحرين، الطرفين إلى استئناف المفاوضات.
وأشار الوزير العماني إلى أن بلاده استضافت خلال العام الجاري خمس جولات من المحادثات بين الجانبين، إلى أن شنّت إسرائيل هجوماً على طهران في 13 يونيو، ما أدى إلى توقف المفاوضات قبل انطلاق الجولة السادسة.
واتهم البوسعيدي إسرائيل بـ”تخريب” مسار المحادثات، وقال إن إسرائيل وليس إيران هي المصدر الرئيسي لغياب الأمن في المنطقة
وتتهم كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل إيران بالسعي إلى تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد ردت في أكتوبر الماضي على تصريحات الرئيس الأميركي بشأن التفاوض مع طهران، معتبرة أن “رغبة دونالد ترامب في السلام والحوار تتناقض مع السلوك العدائي والإجرامي للولايات المتحدة”.



