أخبارسياسة

حرب النفوذ.. لماذا يُرعب الوجود التركي في غزة نتنياهو ؟

ضيف الله الطوالي – مراسلين

تتفاقم حدة التوتر بين تل أبيب وأنقرة على خلفية مستقبل قطاع غزة، حيث تحول الحديث عن نشر قوة دولية لترسيخ وقف إطلاق النار إلى صراع نفوذ إقليمي. وبينما لعبت تركيا دوراً حاسماً في مفاوضات الهدنة، تصطدم طموحاتها بدور ما بعد الحرب برفض إسرائيلي حاسم، مدعوم بتحذيرات أمريكية حذرة.

الرفض الإسرائيلي

منذ اللحظة الأولى، أوضحت حكومة بنيامين نتنياهو أن أي مشاركة تركية في غزة تُعد “خطاً أحمر” بالنسبة لإسرائيل، سواء تعلق الأمر بإرسال قوات ضمن القوة الدولية أو بمشاركة شركات تركية في عملية إعادة الإعمار، هذا الموقف الحاد نقله نتنياهو شخصياً لمبعوثي الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، برسالة مفادها: “لن نسمح بتمركز تركي في غزة” حسب قناة (الغد).
ويعود هذا الرفض إلى اعتبار إسرائيل تركيا “طرفاً معادياً” في المنطقة، وهو ما أشار إليه نتنياهو بالتركيز على مواقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، العلنية تجاه إسرائيل وعلاقات أنقرة القوية مع حركة حماس (الغد).
لم يقتصر الأمر على نتنياهو؛ فقد أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن الدول التي تريد إرسال قوات يجب أن تكون “منصفة مع إسرائيل”، وأن تركيا، بقيادة أردوغان، تبنت “نهجاً عدائياً”، مؤكداً: “لن نوافق على ذلك” (التلفزيون العربي).

المقاومة والنفوذ الإقليمي

يتغذى الخوف الإسرائيلي على اعتقاد بأن الوجود التركي في القطاع، سواء كان عسكرياً أو مدنياً، لن يؤدي إلا إلى إضفاء شرعية على أنقرة كقوة إقليمية مؤثرة، وربما حماية البنية التحتية للمقاومة (الجزيرة).
وتخشى تل أبيب من أن تركيا، بحكم علاقتها بحماس، لن تكون معنية بتفكيك المقاومة، بل قد تفعل العكس، الأمر الذي سيُبقي حماس “عنصراً خطيراً” في القطاع. وفي الوقت الذي أشاد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدور أردوغان “البناء للغاية” في وقف إطلاق النار (CNN)، ظلت الإدارة الأمريكية تضع شرطاً أساسياً لحسم المشاركة التركية: يجب أن تكون القوات الأجنبية مكونة من “دول ترحب بها اسرائيل، ما يعكس وزن الفيتو الإسرائيلي في هذه المسألة.

طموح أنقرة

في المقابل، ترى تركيا أن حضورها لم يعد مجرد “دور مؤقت”، بل هو ركيزة أساسية في أي خطة لاستقرار القطاع (ترك برس).
وقد أعربت أنقرة عن استعدادها للمشاركة بقوات أو ضباط رفيعي المستوى كمراقبين ضمن القوة الدولية، وأكدت أن حضورها يهدف إلى أن تكون “قوة ضامنة”، قادرة على موازنة القوة الإسرائيلية وحماية الحقوق الفلسطينية (التلفزيون العربي).
هذا الدور التركي الطموح، الذي يراه محللون جزءاً من “معادلة استراتيجية أوسع”، يتناغم مع إشادات ترامب المتكررة بالدور التركي في تسهيل الهدنة (الجزيرة).

سيادة القرار الفلسطيني

في خضم هذا الصراع على النفوذ، جاء الموقف الفلسطيني الموحد في البيان الموحد للجنة قادته الوطنية والإسلامية، التي تضم معظم الفصائل الفلسطينية من بينها حماس، ليُرفض بشكل قاطع أي تدخل أجنبي (الجزيرة مباشر).
وقالت الفصائل أن أي قوة دولية أو عربية تدخل القطاع مرفوضة، وتُعد بمثابة “قوة احتلالية”، مؤكدة أن إدارة قطاع غزة بعد الحرب هي “شأن فلسطيني خالص”، ولن يُسمح بأي وصاية أو فرض حلول خارجية. وبذلك، فإن القضية ليست مجرد خلاف بين حليفين للولايات المتحدة، بل تتعلق بجوهر سيادة القرار الفلسطيني على أرضه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews